هل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء تؤثر على شدة العدوى الفيروسية التنفسية؟
يؤثر تكوين الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الأمعاء، على مدى تعرض الفئران لعدوى فيروسات الجهاز التنفسي، وشدة هذه العدوى.
يأتي ذلك بحسب ما أكده باحثون من مركز الأبحاث المضادة للفيروسات الانتقالية، في معهد العلوم الطبية الحيوية بجامعة ولاية جورجيا.
البكتيريا الخيطية المجزأة
تشير النتائج، التي نشرت في مجلة Cell Host & Microbe، إلى أن البكتيريا الخيطية المجزأة، وهي نوع بكتيري موجود في الأمعاء، تحمي الفئران من عدوى فيروس الإنفلونزا عندما يتم اكتساب هذه البكتيريا أو تناولها بشكل طبيعي.
تنطبق هذه الحماية ضد العدوى أيضًا على الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) وفيروس كورونا المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة 2 (SARS-CoV-2)، وهو الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19.
وللحفاظ على هذه الحماية، لاحظت الدراسة أن البكتيريا الخيطية المجزأة تتطلب خلايا مناعية في الرئتين تسمى البلاعم السنخية المقيمة بشكل أساسي.
في هذه الدراسة، بحث الباحثون في كيفية تأثير الاختلافات في أنواع ميكروبية معينة على نتائج عدوى فيروسات الجهاز التنفسي وكيف يمكن أن تفعل ذلك، وهو ما لم يتم تعريفه جيدًا سابقًا، لقد درسوا الفئران ذات الاختلافات الميكروبيومية المنفصلة والفئران التي تختلف فقط في وجود أو عدم وجود البكتيريا الخيطية المجزأة، وتم قياس التتر الفيروسي في الرئة بعد عدة أيام من الإصابة وتباينت بشكل كبير اعتمادًا على طبيعة الميكروبيوم للمجموعات الحيوانية المختلفة.
وقال الدكتور أندرو جويرتز، المؤلف الرئيسي المشارك للدراسة: «تكشف هذه النتائج عن تفاعلات معقدة تربط ميكانيكيًا بين الكائنات الحية الدقيقة المعوية ووظيفة البلاعم السنخية المقيمة بشكل أساسي وشدة عدوى فيروسات الجهاز التنفسي».
وجدت الدراسة أنه في الفئران الخيطية السلبية للبكتيريا، تم استنفاد البلاعم السنخية المقيمة بشكل أساسي بسرعة مع تقدم عدوى فيروس الجهاز التنفسي.
ومع ذلك، في الفئران المستعمرة بالبكتيريا الخيطية، تم تغيير البلاعم السنخية المقيمة بشكل أساسي لمقاومة استنفاد عدوى فيروس الإنفلونزا والإشارة الالتهابية.
تقوم البلاعم السنخية المقيمة بشكل أساسي بتعطيل فيروس الأنفلونزا، إلى حد كبير عن طريق تنشيط أحد مكونات الجهاز المناعي المشار إليه بالنظام التكميلي.
وقال الدكتور ريتشارد بليمبر، المؤلف الرئيسي المشارك للدراسة: «لقد وجدنا أنه من اللافت للنظر أن وجود نوع بكتيري مشترك واحد، وسط آلاف الأنواع الميكروبية المختلفة التي تعيش في أمعاء الفأر، كان له مثل هذه التأثيرات القوية في نماذج عدوى فيروسات الجهاز التنفسي وأن هذه التأثيرات تعزى إلى حد كبير إلى إعادة برمجة البكتيريا المقيمة بشكل أساسي».
وأضاف: «إذا كانت هذه النتائج قابلة للتطبيق على العدوى البشرية، فسيكون لها آثار كبيرة على تقييم المخاطر المستقبلية للمريض للتطور إلى مرض شديد».
وقال جويرتز: «نجد أنه من غير المرجح أن تكون البكتيريا الخيطية المجزأة هي ميكروب الأمعاء الوحيد القادر على التأثير على النمط الظاهري للبلاعم السنخية، وبالتالي التعرض لعدوى فيروسات الجهاز التنفسي».
وتابع: «بدلًا من ذلك، نحن نفترض أن تكوين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء يؤثر على نطاق واسع على القابلية للإصابة بعدوى فيروسات الجهاز التنفسي، وقد لا تؤثر برمجة الكائنات الحية الدقيقة التي تتوسط البلاعم السنخية المقيمة بشكل أساسي على شدة عدوى فيروسات الجهاز التنفسي الحادة فحسب، بل قد تكون أيضًا عدوى فيروسات ما بعد الجهاز التنفسي على المدى الطويل محدد الصحة».