خلايا شوان.. هل تؤدي دورا حيويا في الشعور بالألم واللمس؟
تمكننا الخلايا المستقبلة الخاصة الموجودة تحت الجلد من الشعور بالألم واللمس، لكن خلايا شوان تلعب أيضا دورا رئيسيا في اكتشاف مثل هذه المحفزات.
يأتي ذلك وفق ما نشره باحثون في مركز ماكس ديلبروك، بمجلة Nature Communications.
ومن شان هذا الاكتشاف أن يفتح آفاقًا جديدة لعلاج الألم، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
خلايا شوان
يحتوي الجلد على العديد من النهايات المستقبلة الحسية التي تكتشف اللمس والحرارة والبرودة، ولكنه يحتوي أيضًا على مخاطر محتملة مثل المحفزات الميكانيكية والكيميائية الضارة، ثم ترسل هذه الخلايا الحسية إشارة مقابلة إلى الحبل الشوكي والدماغ.
وكان العلماء يعتقدون في السابق أن الخلايا العصبية الحسية وحدها هي المسؤولة عن هذه المهمة.
ومع ذلك، فقد تبين أن خلايا شوان تلعب أيضًا دورًا حيويًا، كما أفادت الآن مجموعات البروفيسور غاري لوين والبروفيسور جيمس بوليت من مركز ماكس ديلبروك، إلى جانب فريق بحث دولي.
من المعروف أن خلايا شوان تعمل كطبقة عازلة حول الألياف العصبية، وأنها تحمي وتوفر العناصر الغذائية للخلايا العصبية.
ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث الجديدة أن أنواعًا معينة من خلايا شوان تشارك أيضًا بنشاط في اكتشاف المحفزات الحسية.
تشكل خلايا شوان هذه بنية تشبه الشبكة على بعد بضعة ميكرومترات فقط تحت البشرة وتتصل بالنهايات العصبية الحرة للمستقبلات الحسية التي تكتشف الضغط الميكانيكي.
يقول غاري لوين، رئيس مختبر الفسيولوجيا الجزيئية للإحساس الجسدي في مركز ماكس ديلبروك: «لقد فوجئنا بمدى مشاركة خلايا شوان في الكشف عن المحفزات».
جاءت المؤشرات الأولى لأهمية خلايا شوان في إدراك الألم (حس الألم) من الدراسات السابقة التي أجراها متعاونو لوين السويديون.
دفع هذا جوليا أوخيدا ألونسو من مختبر لوين ومختبر بوليه إلى التعاون مع زملاء دوليين مثل الدكتورة لورا كالفو إنريكي من معهد كارولينسكا في ستوكهولم، من أجل الوصول إلى جوهر الموضوع.
وباستخدام تقنية تسمى علم البصريات الوراثي، قام الباحثون بتربية فئران تمكنوا من خلالها من تشغيل وإيقاف أنواع مختلفة من خلايا شوان بألوان مختلفة من الضوء.
وبدون خلايا شوان، لم تتمكن الفئران من استشعار الاهتزازات.
كل ما يتطلبه الأمر لنقل أحاسيس الألم إلى الدماغ هو تنشيط خلايا شوان بمحفز ضوئي.
لم يكن من الضروري تحفيز مستقبلات الألم الفعلية.
عندما تم حظر خلايا شوان، انخفض انتقال المحفزات بواسطة مستقبلات الألم بمقدار النصف على الأقل.
يقول لوين: «نحن نفترض أن القيود التقنية تمنعنا من القدرة على رسم خريطة كاملة لدور خلايا شوان، وأنها في بعض الحالات تؤدي في الواقع معظم عمليات الكشف عن التحفيز».
أجرى الفريق بعد ذلك تجارب على المحفزات اللمسية، وركزوا على جسيمات مايسنر، وهي مستقبلات اهتزاز في الجلد ترتبط ارتباطًا وثيقًا بخلايا شوان.
قام الفريق بقيادة جيمس بوليت، الذي يرأس مختبر الدوائر العصبية والسلوك في مركز ماكس ديلبروك، بتدريب الفئران على استشعار اهتزازات صغيرة بأقدامها الأمامية والإبلاغ عن اكتشاف هذه المحفزات.
يوضح بوليه: «عندما تم إيقاف خلايا شوان، كان من الصعب جدًا على الفئران القيام بذلك»، بعد إزالة الحصار البصري الوراثي، عادت قدرتهم على استشعار اهتزازات الجلد الصغيرة.
أساليب جديدة لعلاج الألم
وأظهر الباحثون أن خلايا شوان تؤثر في المقام الأول على انتقال المحفزات الميكانيكية ولكن ليس الحرارة أو المحفزات الباردة.
يقول لوين: «من المحتمل أن مستقبلات الألم متعددة الوسائط، التي تتفاعل مع المحفزات الميكانيكية والحرارية والكيميائية، لا تعمل بشكل صحيح إلا بمساعدة خلايا شوان».
تفتح النتائج آفاقًا جديدة لفهم وعلاج الألم وضعف إدراك اللمس.
يقول لوين: «يمكن الوصول بسهولة إلى خلايا شوان الموجودة أسفل سطح الجلد مباشرة للعوامل العلاجية، وهذا يجعلهم هدفًا جذابًا لمعالجة المشكلة من جذورها».