الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تساعد الفياجرا في علاج حديثي الولادة المحرومين من الأكسجين؟

الثلاثاء 20/فبراير/2024 - 02:00 ص
حديثي الولادة المحرومين
حديثي الولادة المحرومين من الأكسجين


تعتبر العلاجات التي تساعد الأطفال الذين ينفد منهم الأكسجين أثناء الحمل، أو عند الولادة (اعتلال الدماغ الوليدي) محدودة.

إن انخفاض حرارة الجسم العلاجي هو الخيار الوحيد المستخدم لمنع تلف الدماغ في مثل هذه الحالات، ولكن 29% من الأطفال الذين يتلقون ذلك لا يزالون يعانون من عقابيل عصبية كبيرة، وفقا لما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.

أظهرت المرحلة الأولى من دراسة سريرية جديدة أجريت في مستشفى مونتريال للأطفال (MCH) أن استخدام عقار السيلدينافيل، الذي يتم تسويقه تحت الاسم التجاري «فياجرا»، يمكن أن يكون حلًا ممكنًا.

نُشرت في مجلة طب الأطفال، وهذه هي أول دراسة لإثبات المفهوم تحاول إصلاح تلف الدماغ الناجم عن اعتلال الدماغ الوليدي.

بشكل عام، تركز الأبحاث على كيفية الوقاية منه، وتشير النتائج إلى أن استخدام السيلدينافيل عند الأطفال الذين أصيبوا بمثل هذه العواقب على الرغم من انخفاض حرارة الجسم العلاجي أمر ممكن وآمن.

تظهر هذه المرحلة الأولى أيضًا علامات مشجعة على الفعالية، وستستمر الأبحاث في هذا المجال.

وقالت الدكتورة بيا وينترمارك، كبيرة مؤلفي الدراسة، وأخصائية طب الأطفال حديثي الولادة في مستشفى صحة الأم والطفل وعالمة في برنامج صحة الطفل والتنمية البشرية التابع للأبحاث: «في الوقت الحالي، عندما يعاني طفل من تلف في الدماغ، ليس هناك سوى القليل الذي يمكننا تقديمه بخلاف الرعاية الداعمة مثل العلاج الطبيعي أو العلاج المهني أو الرعاية المتخصصة، وإذا كان لدينا دواء يمكنه إصلاح الدماغ، فقد يغير مستقبل هؤلاء الأطفال».

وأضافت: «سيكون ذلك انتصارًا لهم ولأسرهم وللمجتمع بشكل عام».

درس للبالغين

أظهرت الأبحاث التي أجريت على نماذج الفئران أن السيلدينافيل يمكن أن يكون له خصائص ترميمية عصبية لدى مرضى السكتة الدماغية البالغين.

لذلك كان من المهم معرفة ما إذا كان هذا الدواء يمكن أن يكون له تأثيرات مماثلة على أدمغة الأطفال حديثي الولادة.

جاءت الفكرة بينما كانت الدكتورة فينترمارك تقيم في سويسرا، واصلت تدريبها على كيفية العمل مع النماذج الحيوانية في بوسطن، ولدى وصولها إلى مونتريال، بدأت تجاربها المعملية في عام 2010.

بين عامي 2016 و2019، تمكنت الدكتورة وينترمارك وفريقها أخيرًا من المضي قدمًا في المرحلة الأولى من الدراسة السريرية التي شملت 24 طفلًا ولدوا في الأسبوع 36 من الحمل أو أكثر، يعانون من اعتلال دماغي حديثي الولادة متوسط ​​إلى شديد، وتم إخضاعهم لخفض حرارة الجسم العلاجي. وكان يعاني من تلف في الدماغ على الرغم من العلاج.

من بين المجموعة، تلقى 8 أشخاص عقار السيلدينافيل بدءًا من اليوم الثاني أو الثالث من العمر، مرتين يوميًا لمدة 7 أيام (إجمالي 14 جرعة)، وتم إعطاء دواء وهمي لـ3 أطفال آخرين.

خلال الأيام العشرة الأولى من حياة الأطفال، قام الباحثون بتقييم سلامة العلاج من خلال تسجيل حدوث أحداث سلبية مثل انخفاض ضغط الدم، وتدهور وظائف الكبد، وارتفاع ضغط الدم الرئوي المستمر، والوفاة، وما إلى ذلك.

انخفض ضغط الدم بشكل طفيف لدى اثنين من الأطفال الثمانية بعد الجرعة الأولى من السيلدينافيل، لكن هذا لم يتكرر بعد ذلك. توفي أحد الأطفال حديثي الولادة الذين تلقوا الدواء بعد أن قررت عائلته الانتقال إلى الرعاية التلطيفية، وهو خيار يتخذه الآباء أحيانًا عندما يعاني طفلهم من تلف كبير في الدماغ.

لا يعتبر هذا الحدث مرتبطًا بإعطاء السيلدينافيل، فلم يمت أي طفل في مجموعة الدواء الوهمي، لذلك، خلصت الدراسة إلى أن السيلدينافيل آمن ويتم امتصاصه جيدًا من قبل الأطفال الذين أصيبوا بتلف في الدماغ بسبب اعتلال الدماغ الوليدي والذين ثبت عدم فعالية انخفاض حرارة الجسم العلاجي لديهم.

علامات التعافي

تم تقييم فعالية السيلدينافيل أيضًا كتحليل استكشافي.

في عمر 30 يومًا، أظهر 5 من الأطفال حديثي الولادة الذين عولجوا بالسيلدينافيل شفاء جزئي للإصابة، وعلامات أقل لفقد حجم الدماغ، وزيادة في المادة الرمادية العميقة. ولم يلاحظ أي شيء من هذا القبيل في مجموعة الدواء الوهمي.

تمت رؤية 9 من كل 10 مرضى أيضًا في عمر 18 شهرًا لتقييم النمو العصبي.

في مجموعة السيلدينافيل، أصيب طفل واحد من كل 6 أطفال بالشلل الدماغي، مقارنة بـ3 أطفال من كل 3 في مجموعة الدواء الوهمي.

ولوحظ حدوث تأخيرات في النمو والحركية الدقيقة لدى طفلين من كل ستة أطفال تناولوا الدواء، في حين عانى منها جميع الأطفال في مجموعة الدواء الوهمي (3/3).

يقول الدكتور وينترمارك: «كان لدى جميع الأطفال حديثي الولادة المسجلين في هذه الدراسة تلف كبير في الدماغ في الأساس، وعلى هذا النحو، كان من المتوقع أن يطوروا نتائج نمو عصبي أقل مقارنة مع عموم الأطفال حديثي الولادة المصابين باعتلال دماغي حديثي الولادة الذين عولجوا بانخفاض حرارة الجسم العلاجي».

لم يتم تصميم المرحلة الأولى من هذه الدراسة لتحديد مدى فعالية السيلدينافيل في مثل هذه الحالات، ومع ذلك، استبعدت التقييمات التي أجريت بعد 30 يومًا و18 شهرًا أي أحداث سلبية طويلة المدى وأظهرت نتائج مشجعة للمستقبل. سيتم إجراء المزيد من الدراسات على مجموعات أكبر من الأطفال حديثي الولادة لتأكيد نتائج المرحلة الأولى، وتحديد الجرعة المثالية من السيلدينافيل، وتحديد إمكاناته الوقائية للأعصاب واستعادة الأعصاب.

ويخلص الباحث إلى أن «السيلدينافيل غير مكلف وسهل الاستخدام، وإذا حقق وعده في المراحل التالية من الدراسة، فقد يغير حياة الأطفال الذين يعانون من اعتلال الدماغ الوليدي في جميع أنحاء العالم».