لماذا لا تتماثل بعض الكلى المصابة للشفاء؟
اكتشف باحثو مركز Cedars-Sinai سبب شفاء بعض الكلى المصابة، بينما يصاب البعض الآخر بتندب يمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي.
يمكن أن تؤدي النتائج التي توصلوا إليها، والمفصلة في ورقة بحثية منشورة في مجلة Science، إلى تطوير اختبارات غير جراحية للكشف عن ندبات الكلى، وفي النهاية، علاجات جديدة لعكس الحالة، وفقا لما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
وقال سانجيف كومار، عالم أمراض الكلى: «كان مفتاح هذا الاكتشاف هو قدرتنا على المقارنة المباشرة بين خلايا الكلى المصابة التي تم تجديدها بنجاح وتلك التي لم يتم تجديدها».
وأضاف: «تنشط الخلايا المصابة بروتينا يسمى SOX9 لتجديد نفسها، وعندما تلتئم، تسكت الخلايا هذا البروتين، والخلايا غير القادرة على التجدد تترك SOX9 نشطًا، وهذا يؤدي إلى نوع من التندب يسمى التليف، ولكن عندما نلغي تنشيطه SOX9 في الوقت المناسب، تختفي الندبات حرفيًا».
عوامل تضرر الكليتين
وقال كومار إن الكليتين، وهما عضوان بحجم قبضة اليد يقومان بتصفية النفايات من الدم، يمكن أن تتضررا بسبب مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، والالتهابات الخطيرة مثل كوفيد-19، والإفراط في استخدام المضادات الحيوية وأدوية الألم غير الستيرويدية المضادة للالتهابات.
يلعب بروتين SOX9 دورًا رئيسيًا في نمو الأعضاء ولكنه غير نشط في الكلى البالغة الأصحاء.
وفي عمل سابق في مؤسسة أخرى، اكتشف كومار وفريقه أنه عند إصابة الكلى، تقوم الخلايا الباقية بإعادة تنشيط SOX9 كجزء من عملية الشفاء.
في هذه الدراسة، قام كومار وزملاؤه الباحثون بدراسة تلف الكلى لدى فئران المختبر، وقاموا بتسمية الخلايا الفردية عند نقطة الإصابة، ثم تابعوا كيف تطورت ذرية الخلايا مع مرور الوقت.
وقال كومار: «في اليوم العاشر، تم شفاء أحفاد بعض الخلايا بالكامل بينما لم يتم شفاء البعض الآخر»، مضيفا: «سلالة الخلية التي تم شفاؤها قامت بإيقاف تشغيل تعبير SOX9، في حين أن السلالة التي لم تلتئم، في محاولة مستمرة للتجديد الكامل، حافظت على نشاط SOX9، فهي مثل جهاز استشعار يعمل عندما تريد الخلايا أن تتجدد، ويتوقف عن العمل عندما يتم استعادتها، ونحن أول من حدد هذا».
علاوة على ذلك، اكتشف الباحثون أن الخلايا التي لم تكن قادرة على التجدد بدأت في تجنيد بروتينات تسمى Wnts، وهو لاعب رئيسي آخر في تطور الأعضاء.
وبمرور الوقت، أدى تراكم بروتينات Wnts إلى ظهور ندبات.
ووجد الباحثون أن تعطيل SOX9 بعد أسبوع من الإصابة يعزز تعافي الكلى.
لاحظ الباحثون نفس العملية في قواعد بيانات المرضى من المؤسسات المتعاونة في سويسرا وبلجيكا.
وقال كومار: «يمكننا أن نرى أنه بحلول اليوم السابع، قام المرضى الذين لديهم كلى مزروعة وكانت بطيئة في بدء العمل بتنشيط SOX9، وفي قاعدة بيانات متعاونينا، تمكنا من تمييز أن المرضى الذين استمروا في تنشيط SOX9 لديهم وظائف الكلى أقل وتندب أكثر من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، كما تم إثراء الكلى البشرية التي تحتوي على خلايا تحافظ على SOX9 بـ Wnts وأظهرت زيادة في التليف».
وأضاف كومار أن هذه الاكتشافات توفر أهدافًا لتطوير الأدوية، بالإضافة إلى اكتشاف المؤشرات الحيوية غير الجراحية التي تسمح بتشخيص تليف الكلى عن طريق البول، فالاختبار الوحيد المتاح حاليًا لتليف الكلى هو إجراء خزعة، وهو ما يحمل العديد من المخاطر.
وقال بول نوبل، رئيس قسم الطب ومدير معهد الرئة التابع لنقابة النساء في Cedars-Sinai: «إن توضيح آليات الشفاء بدون ندبات مقابل التليف قد استعصى على الباحثين لعقود من الزمن وله آثار تتجاوز الكلى، بما في ذلك بالنسبة لبعض أنواع السرطان».
وقال الدكتور كلايف سفيندسن، المدير التنفيذي لمجلس محافظي معهد الطب التجديدي في Cedars-Sinai والمؤلف المشارك للدراسة، إن النتائج يمكن أن تؤدي أيضًا إلى خيارات علاجية جديدة للمرضى.
وأضاف: «تساعدنا هذه النتائج على فهم لأول مرة كيف تؤدي استجابة الكلى للإصابة في بعض الأحيان إلى التليف»، لافتا إلى أن «العمل المستقبلي على هذا المنوال يمكن أن يعزز فهمنا للتليف في القلب والرئتين والكبد».