كيف تساعد الدهون غير المشبعة في السيطرة على نوبات التهاب القولون؟
تم ربط الاستجابة المناعية القوية للغاية للجراثيم غير الضارة عادة بالتهاب القولون، وهو التهاب شديد محتمل في القولون يصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
لم تكشف دراسة جديدة بقيادة جامعة ييل أن وجود فئة واحدة من الأحماض الدهنية هو الشرير الخفي الذي يسبب هذا الالتهاب بهدوء فحسب، بل وجدت أيضًا أن مجموعة أخرى من الدهون، وهي الدهون غير المشبعة مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون، يمكن أن تخفف أعراض التهاب القولون في الفئران.
نُشرت النتائج في في مجلة Nature.
استقلاب الدهون والاستجابة الالتهابية
وحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال ريتشارد فلافيل، أستاذ علم الأحياء المناعي، والمؤلف المشارك في الدراسة: «إن كيفية استقلاب الدهون لها علاقة مباشرة بالاستجابة الالتهابية في التهاب القولون».
يعد السيتوكين إنترلوكين 10 (IL-10)، وهو جزء من الجهاز المناعي الفطري، ضروريًا لقمع الاستجابات الالتهابية في القناة الهضمية.
في الواقع، يحتاج الأطفال الذين يولدون بدون IL-10 إلى زراعة نخاع العظم الذي يمكنه إنتاج السيتوكين من أجل البقاء على قيد الحياة.
الفئران التي تم تعديلها وراثيا لتفتقر إلى IL-10 تصاب بحالات حادة من التهاب القولون.
ومع ذلك، بالرغم من أهمية IL-10 في الحفاظ على صحة الأمعاء، فإن الآليات المحددة التي من خلالها يقمع IL-10 الالتهاب لا تزال غير واضحة.
في الدراسة الجديدة، وجد فريق من الباحثين من جامعة ييل وجامعة كاليفورنيا، بقيادة أوتوم يورك، العضو السابق في مختبر فلافيل، أن غياب IL-10 يؤدي إلى إعادة تنظيم الأحماض الدهنية للخلايا المناعية.
وعلى وجه التحديد، وجد الباحثون أن نقص IL-10 يعزز إنتاج نوع ضار بشكل خاص من الأحماض الدهنية، المعروف باسم سيراميد.
تبين أن المستويات العالية من السيراميد تنبئ بأمراض القلب أكثر من الكولسترول.
يورك، وهو الآن أستاذ مساعد في جامعة واشنطن، تساءل عما سيحدث إذا تم التخلص من السيراميد في الفئران ذات الأجهزة المناعية المعدلة وراثيا لتقليد تلك الموجودة لدى البشر.
ولدهشة الباحثين، أظهرت الفئران التي لا تحتوي على سيراميدات محددة انخفاضًا قويًا في التهاب القولون حتى في غياب IL-10، وحددوا أن وجود أنواع محددة من الأحماض الدهنية ينظم شدة الاستجابة المناعية.
وقال يورك: «بمجرد أن فهمنا أهمية الأحماض الدهنية، كنا نأمل في استخدام معرفتنا بالمسارات الأيضية لإيجاد طريقة لمواجهة هذه الدهون المسببة للالتهابات عن طريق التصحيح الغذائي».
في الواقع، تبددت أعراض التهاب القولون لدى الفئران التي تفتقر إلى IL-10 عندما تم تغذيتها بنظام غذائي يحتوي على الدهون غير المشبعة مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون.
وقال يورك: «لقد تطورت الخلايا المناعية لقراءة بيئتها، وهي تستخدم هذه المعلومات لتحديد مدى شدة الاستجابة المناعية».
وقال الباحثون إن من الممكن أن تكون الوجبات الغذائية الغنية بالدهون غير المشبعة مفيدة في علاج التهاب القولون، إنهم يدرسون ما إذا كانت فئات محددة مماثلة من الأحماض الدهنية قد تكون موجودة في أمراض التهابية أخرى.