العلاقة بين تغير المناخ والولادة المبكرة.. هل ارتفاع درجات الحرارة يزيد المخاطر؟
ألقت الأبحاث الحديثة التي أجرتها جامعة موناش في ملبورن بأستراليا ضوءًا صارخًا على اتجاه مثير للقلق: العلاقة بين التعرض الشديد للحرارة أثناء الحمل وزيادة خطر الولادة المبكرة.
وتسلط هذه الدراسة، التي تدرس أكثر من مليون ولادة في سيدني بين عامي 2000 و2022، الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراء عالمي على خلفية تغير المناخ.
أدلة حول الدراسة
تعتبر النتائج التي توصلت إليها جامعة موناش، والتي نشرت في JAMA Pediatrics، بمثابة نداء واضح للمجتمع الطبي وصانعي السياسات على حد سواء.
ومن خلال تحليل 1.2 مليون ولادة وربطها ببيانات درجات الحرارة التاريخية، حدد الباحثون وجود صلة مهمة بين الحرارة الشديدة، خاصة في الثلث الثالث من الحمل، والولادات المبكرة.
علاوة على ذلك، تسلط الدراسة الضوء على توازن مثير للاهتمام: أظهرت المناطق التي تحتوي على المزيد من المساحات الخضراء والغطاء الشجري انخفاضًا طفيفًا في خطر الولادة المبكرة.
ويشير هذا إلى أن الظل الطبيعي والبيئات الأكثر برودة يمكن أن تكون بمثابة منطقة عازلة وقائية للأمهات الحوامل ضد التأثيرات الحارقة لموجات الحرارة.
لكن الدراسة لا تقف وحدها. وتعكس النتائج التي توصلت إليها نتائج المراجعة الشاملة المنشورة في مجلة Science of the Total Environment، بقيادة الدكتور لويس ويدا من جامعة أستراليا الغربية ومركز واليان لأبحاث الجهاز التنفسي.
تجمع هذه المراجعة نتائج 163 دراسة صحية في جميع أنحاء العالم، مما يشير إلى زيادة خطر الولادة المبكرة بنسبة 60٪ بسبب درجات الحرارة القصوى.
إن الآثار الأوسع لهذه النتائج صارخة، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى استراتيجيات التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره لحماية الأجيال الحالية والمستقبلية من النتائج الصحية الضارة الناجمة عن تغير المناخ.
التطلع إلى الأمام
مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، ترتفع أيضا مخاطر الولادة المبكرة، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى التركيز المزدوج على العمل المناخي وصحة الأم والطفل.
لا تسلط هذه الدراسات الضوء على التأثيرات المباشرة لدرجات الحرارة القصوى على نتائج الحمل فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على الآثار الاجتماعية الأوسع لتغير المناخ على الصحة العامة.
وبينما يتصارع الباحثون وصناع السياسات مع هذه النتائج، فإن الرسالة واضحة: التخفيف من تغير المناخ لم يعد مجرد إنقاذ الكوكب؛ يتعلق الأمر بإنقاذ مواطنيها المستقبليين.
ومن خلال التخطيط الحضري الاستراتيجي، وزيادة المساحات الخضراء، وسياسات الصحة العامة المستهدفة، هناك أمل في الحد من مخاطر الولادة المبكرة في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة.
ويكمن التحدي الآن في تحويل هذه الأدلة إلى عمل، وضمان عالم أكثر صحة وبرودة وإنصافا للأجيال المقبلة.