دراسة صادمة: العديد من أدوية السرطان المعتمدة تفتقر إلى أدلة قوية على فائدتها
تلقي دراسة حديثة بظلالها الطويلة على المسارات التنظيمية التي تجلب أدوية السرطان إلى السوق في الاتحاد الأوروبي. يتعمق التحقيق، بقيادة باحثين من جامعة أوتريخت، في فعالية أدوية الأورام التي وافقت عليها وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) من عام 1995 إلى عام 2020 والمبرر المالي لها، مما يكشف عن انفصال صارخ بين الموافقة والفائدة الإضافية والمكاسب الاقتصادية.
نظرة فاحصة على النتائج
فحصت الدراسة، التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية، بفحص 131 نوع من أدوية السرطان تغطي 166 مؤشرا. ويستخدم منهجية صارمة لتقييم الفائدة الإضافية لهذه الأدوية، وذلك باستخدام التقييمات من مجموعة واسعة من وكالات تقييم التكنولوجيا الصحية، والجمعيات الطبية، ونشرات الأدوية.
ومن المثير للدهشة أن 41% من هذه التقييمات لم تتمكن من عزو فائدة إضافية قابلة للقياس للأدوية المعنية. يثير هذا الكشف قلقًا خاصًا بالنسبة للأدوية التي يتم تعجيلها من خلال مسارات "المسار السريع" الخاصة بوكالة الأدوية الأوروبية، والتي تهدف إلى معالجة الاحتياجات الطبية غير الملباة بمتطلبات أدلة أولية أقل صرامة ظاهريًا.
وعلى الرغم من الافتقار إلى فائدة إضافية يمكن إثباتها في جزء كبير من هذه الأدوية، تكشف الدراسة أن أكثر من نصف أدوية السرطان تمكن من استرداد متوسط تكاليف البحث والتطوير - والتي تبلغ حوالي 684 مليون دولار - في غضون ثلاث سنوات فقط من دخول السوق.
ويحدث هذا النجاح الاقتصادي بغض النظر عن القيمة السريرية التي تجلبها هذه الأدوية، مما يتحدى رواية صناعة الأدوية بأن الأسعار المرتفعة ضرورية لاستعادة استثمارات البحث والتطوير وتغذية الابتكارات المستقبلية.
تعد هذه الدراسة بمثابة دعوة واضحة لإجراء إصلاح شامل لكيفية تقييم أدوية الأورام والموافقة عليها وطرحها في الأسواق في الاتحاد الأوروبي. وتؤكد على ضرورة تطوير علاجات أكثر فعالية تلبي احتياجات المرضى الذين يعانون من السرطان.
ترسم الدراسة مسارًا نحو ممارسات تطوير أدوية أكثر شفافية وقائمة على الأدلة ومرتكزة على المريض. وبينما نمضي قدمًا، نأمل أن تحفز هذه الأفكار تغييرات ذات معنى في كيفية تقييم أدوية السرطان والموافقة عليها وتقييمها، مما يؤدي في النهاية إلى نتائج أفضل للمرضى واستخدام أكثر عقلانية لموارد الرعاية الصحية.