كيف تعمل العين حاجزا مناعيا في مكافحة مسببات أمراض الدماغ؟
جميعنا نعرف أن وظيفة العين هي الإبصار، لكن هناك وظيفة أخرى قد لا يعرفها الكثيرون، إذ إن العيون التي يطلق عليها نافذة الدماغ، تبين أنها تعمل أيضا كحاجز مناعي يحمي العضو من مسببات الأمراض وحتى الأورام.
جاء ذلك وفقا لاكتشاف توصل إليه باحثون من جامعة ييل.
تعطيل فيروس الهربس
وفي دراسة جديدة، أظهر الباحثون أن اللقاحات التي يتم حقنها في عيون الفئران يمكن أن تساعد في تعطيل فيروس الهربس، وهو سبب رئيسي لالتهاب الدماغ الدماغي، وفقا لما نشر في موقع ميديكال إكسبريس.
ولدهشتهم، ينشط اللقاح الاستجابة المناعية من خلال الأوعية اللمفاوية على طول العصب البصري.
نشرت النتائج في مجلة الطبيعة.
وقال إريك سونج، عالم أبحاث مشارك، وطبيب مقيم في قسم علم الأحياء المناعي بكلية الطب بجامعة ييل، والمؤلف المقابل للدراسة: «هناك استجابة مناعية مشتركة بين الدماغ والعين».
وأضاف أن «العيون توفر وصولا أسهل للعلاجات الدوائية مقارنة بالدماغ».
ورغبة في استكشاف التفاعلات المناعية بين الدماغ والعينين، وجد فريق البحث، بقيادة سونج، أن العيون لديها نظامان ليمفاويان متميزان ينظمان الاستجابات المناعية في الجزء الأمامي والخلفي من العين.
بعد أن قاموا بتطعيم الفئران بفيروس الهربس المعطل، وجد الباحثون أن الأوعية اللمفاوية في غمد العصب البصري في الجزء الخلفي من العين تحمي الفئران ليس فقط من عدوى الهربس النشطة ولكن من البكتيريا وحتى أورام المخ.
ومن خلال تسخير هذه البيولوجيا الجديدة، يقوم فريق سونج حاليا باختبار الأدوية التي تم إنشاؤها حديثًا من مختبره والتي يتم توصيلها من خلال حقن العين والتي قد تساعد في مكافحة الوذمة البقعية أو الأوعية الدموية المتسربة في شبكية العين الشائعة لدى مرضى السكري والزرق.
وكتب المؤلفون: «تكشف هذه النتائج عن وجود دائرة لمفاوية مشتركة قادرة على تكوين استجابة مناعية موحدة بين العين الخلفية والدماغ، مما يسلط الضوء على سمة مناعية غير مدروسة للعينين ويفتح إمكانية استراتيجيات علاجية جديدة في أمراض العين والجهاز العصبي المركزي».
