آلية جديدة للتنبؤ بمرض كرون الحاد لدى الأطفال
وجد الباحثون أنه عند مقارنة العينات المعوية للأطفال المصابين بـمرض كرون والأطفال الأصحاء، يبرز جزيئا واحدا: microRNA (miRNA) miR-29، والذي يظهر اختلافات كبيرة بين المجموعتين.
سيسمح هذا الاكتشاف الجديد للعلماء بالتنبؤ بخطورة المرض لدى المرضى وقد يقدم هدفًا علاجيًا جديدًا، وفقا لما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.
تم نشر البحث في مجلة JCI Insight.
مرض كرون
مرض كرون هو مرض التهابي في الأمعاء يسبب الألم والإسهال الشديد ويمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية وفقدان الوزن.
في حين أن الأدوية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض، إلا أنه لا يوجد علاج لها، ومن الصعب تحقيق الشفاء لدى مرضى الأطفال.
وقال برافين سيثوباثي، أستاذ علم الجينوم الفسيولوجي، ورئيس قسم العلوم الطبية الحيوية في كلية طب الأطفال: «إن مرض كرون لدى الأطفال آخذ في الارتفاع من حيث الانتشار في جميع أنحاء العالم، وغالبا ما يعاني الأطفال من شكل أكثر تدميرا وشدة من المرض».
من المعروف أن miRNAs، وهي جزيئات صغيرة تنظم العديد من الوظائف البيولوجية، بما في ذلك فسيولوجيا الأمعاء، تلعب دورًا أساسيًا في مرض كرون عند البالغين، لكن القليل جدًا من الدراسات نظرت إليها عند الأطفال.
دراسة سيثوباثي، التي تحلل البيانات من أكثر من 250 طفلًا، مستمدة من أكبر عينة من مرض كرون لدى الأطفال على الإطلاق.
وقال سيثوباثي: «إن حجم العينة الكبير يقدم الصورة الأكثر موثوقية حتى الآن لكيفية تغيير الرنا الميكروي في هذا المرض، وبالرغم من أن تقنية تسلسل الحمض النووي الريبوزي (RNA) الصغيرة ليست جديدة، إلا أنه لم يتم إجراؤها من قبل على العديد من عينات أنسجة مرض كرون لدى الأطفال».
عند النظر إلى كل الـ miRNA الموجودة في عينات الأمعاء لدى الأطفال الأصحاء والمرضى، تفاجأ الباحثون بجزيء معين يسمى miR-29.
كان هذا الحمض النووي الريبي النووي (mRNA) متوافرًا بكثرة في الأطفال المصابين بمرض كرون، مقارنة بالأطفال الأصحاء.
لا يتم ملاحظة نفس الشيء عند البالغين، مما يجعل مستويات miR-29 المرتفعة بشكل غير طبيعي سمة مميزة لمرض كرون عند الأطفال.
وقال ألكساندريا شمواي، المؤلف الأول للدراسة: «بالرغم من وجود العديد من أوجه التشابه في microRNAs المضطربة بين مرض كرون لدى البالغين والأطفال، إلا أنه يبدو كما لو أن ارتفاع miR-29 هو علامة فقط على نسخة الأطفال من المرض».
ووجد الفريق أيضًا أن المستويات الأعلى من miR-29 ترتبط بمستويات الالتهاب، وبالتالي شدة المرض، وفقدان خلايا بانيث، التي تساعد على حماية الأمعاء من غزو البكتيريا الضارة.
وقال مايك شاناهان، كبير الباحثين المشاركين في مختبر سيثوباثي والمؤلف الأول المشارك في الدراسة: «لقد انبهرنا بكيفية قيام هذا الحمض النووي الريبي الميكروي المنفرد، miR-29، بممارسة مثل هذه السيطرة القوية على خلايا بانيث في القناة الهضمية».
ولتأكيد هذه النتيجة في الفئران، لاحظ الباحثون أنه عندما زادت نسبة miR-29، فقدت خلايا بانيث بالكامل تقريبًا.
وقال سيثوباثي: «كان من المذهل حقًا رؤية ذلك في مثل هذا النوع المحدد والمهم من خلايا الأمعاء».
وبالرغم من أن العلاقة بين خلايا بانيث ومرض كرون واضحة في الدراسة التي أجراها سيثوباثي ومعاونوه، إلا أن الآلية الدقيقة لا تزال غير معروفة.
وقال: «لقد كانت هذه نتيجة مثيرة للاهتمام ومهمة، لذا فإن الخطوة التالية المهمة ستكون كشف هذه الآلية».