هل الزعل والحزن هو الاكتئاب وما الفرق بينهما؟

ليس أي حزن هو اكتئاب، ممكن يكون رد فعل اكتئابي، ممكن يكون اكتئاب أقل حدة وغالبًا ما يكون مؤقتًا ينشأ عن حالة حياتية معينة، هذا نسميه في لغة التشخيص الحديثة - رد الفعل الاكتئابي تجاه ضغوط معينة في الحياة -نسميه متلازمة الاستجابة للضغط المعروفة سابقًا باسم اضطراب التكيف مع المزاج المكتئب.

يمكن أن تكون الأعراض شديدة، ولكن ما لم تتضمن أعراضًا إضافية مثل التغيرات في النوم والشهية أو أفكار الانتحار، فإنها عادة لا تحتاج إلى علاج دوائي وستتراجع بمرور الوقت - في أي مكان من أسبوعين إلى ستة أشهر، يُوصى أحيانًا بالعلاج النفسي إذا بدأت الأعراض تتداخل مع وتعوق الأداء اليومي الطبيعي.

ما هي أنواع الاكتئاب 

الاكتئاب الشديد:

الاكتئاب الشديد هو حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى عدم القدرة على العمل أو الانتحار، لا يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من مزاج مكتئب فحسب، بل يجدون صعوبة أيضًا في أداء المهام اليومية البسيطة، أو يفقدون الاهتمام بأنشطتهم المعتادة، أو التعب الشديد، أو مشاكل النوم، أو الشعور بالذنب والعجز يمكن أن يفقدوا أحيانًا الاتصال بالواقع، أو لديهم أوهام مثل الاعتقاد بأنهم ارتكبوا خطيئة، أو أنهم يموتون أو الهلوسة مثل سماع صوت وهمي يخبرهم بأنهم ليسوا صالحين، في الحالات الشديدة يمكن أن يكون مرضًا دوريًا، لذلك بينما يتعافى معظم المرضى من نوبة اكتئابهم الأولى، فإن معدل تكرارها مرتفع - ربما يصل إلى 60٪ في غضون عامين و75٪ في غضون 10 سنوات،  بعد 15 عامًا، سيعاني 90٪ من الأفراد من تكرار الاكتئاب أو انتكاسته.

غالبًا ما يظهر الاكتئاب الشديد، الذي يصيب أكثر من 16٪ من البالغين في الولايات المتحدة على مدى العمر، بشكل عفوي ويبدو أنه غير مبرر، أو يمكن أن يبدأ كرد فعل اكتئابي بعد خسارة أو صدمة أو حدث مرهق آخر. 

في الأشخاص المعرضين بيولوجيًا للإصابة بمرض اكتئابي، يمكن أن يتكثف رد الفعل الاكتئابي الأولي ويتطور إلى نوبة اكتئاب كاملة سريريًا، قد تختفي نوبة الاكتئاب تلقائيًا أيضًا، عادةً في غضون ستة إلى 12 شهرًا، على الرغم من أن الأدوية وغيرها من أشكال العلاج غالبًا ما تكون مطلوبة لتحقيق السيطرة الكاملة على الأعراض.  غالبًا ما يتطلب الاكتئاب الشديد علاجًا طبيًا بسبب آثاره المعوقة وإمكانية الانتحار.

عسر المزاج:

اكتئاب منخفض الدرجة وطويل الأمد يستمر لأكثر من عام للأطفال والمراهقين وسنتين على الأقل للبالغين. 

 ينطوي هذا النوع من الاكتئاب على أعراض أقل مما يحدث في نوبة اكتئاب كبرى، ولكنه مستمر وطويل الأمد وغالبًا ما يكون معطلًا مثل الاكتئاب الشديد.  

على مدار العمر، يعاني أكثر من 11٪ من المراهقين 13-18 من عسر المزاج، وفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية.  في المصطلحات التشخيصية الحديثة، يتم تضمين الاكتئاب مع الاكتئاب الشديد المزمن (أي، نوبة اكتئاب رئيسية تستمر عامين أو أكثر) ضمن فئة "الاضطراب الاكتئابي المستمر".

أسباب وأعراض الاكتئاب 

لا أحد يعرف بالضبط ما الذي يسبب الاكتئاب ، على الرغم من أنه يبدو أنه مرض قد ينتج عن تفاعل العديد من العوامل البيولوجية والبيئية.  ردود الفعل الاكتئابية التي يمكن أن تنطوي على مجرد مزاج حزين ولكن ليس العلامات الجسدية وأعراض نوبة اكتئاب كبرى، تحدث نتيجة لحدث معين.  

يمكن أن تكون الحالة المزاجية المكتئبة أيضًا من الآثار الجانبية للأدوية، أو التغيرات الهرمونية مثل ما قبل الدورة الشهرية أو بعد الولادة، أو المرض الجسدي، مثل الأنفلونزا أو العدوى الفيروسية.  ينطوي الاكتئاب السريري على متلازمة للعديد من الأعراض الجسدية والعاطفية أو السلوكية التي يمكن أن تحدث دون سبب واضح لدى الأشخاص المعرضين بيولوجيًا للاضطراب.

 على الرغم من أن الأسباب الدقيقة للاكتئاب الشديد والاكتئاب غير معروفة يعتقد الباحثون حاليًا أن كلا النوعين من الاكتئاب ناتج عن خلل في دوائر الدماغ التي تنظم الحالة المزاجية والتفكير والسلوك.  المواد الكيميائية في الدماغ التي تسمى الناقلات العصبية مثل السيروتونين والنورادرينالين والدوبامين مهمة لوصلات الخلايا العصبية الصحية. 

الأدوية التي يمكن أن تنظم مستويات وعمل هذه المواد الكيميائية، يمكن أن تساعد في ضبط كفاءة كيفية عمل دوائر الدماغ هذه.