مخاطر الهواتف المحمولة على الرجال.. هل تؤثر على الخصوبة؟
كشفت دراسة عن بعض المخاطر التي تشكلها الهواتف المحمولة على الرجال، بعدما خلصت إلى أن الهواتف يمكن أن تكون مرتبطة بانخفاض عدد الحيوانات المنوية.
مخاطر الهواتف المحمولة على الرجال
ووجد باحثون من سويسرا أن الرجال الذين استخدموا هواتفهم أكثر من 20 مرة في اليوم، كانت لديهم حيوانات منوية أقل بنسبة الخمس من أولئك الذين استخدموها أقل من مرة واحدة في الأسبوع، بحسب ما نُشر في صحيفة ذي صن البريطانية.
ويعتقد الباحثون أن التغييرات قد تكون ناجمة عن موجات الميكروويف الصادرة عن الهواتف، لكنهم قالوا إن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت الهواتف مسؤولة بشكل مباشر عن أي مشاكل تتعلق بإنتاج الحيوانات المنوية.
وطرح البروفيسور سيرج نيف، من جامعة جنيف، تساؤلات عدة: «هل الموجات الدقيقة المنبعثة من الهواتف المحمولة لها تأثير مباشر أم غير مباشر؟ هل تسبب ارتفاعا كبيرا في درجة حرارة الخصيتين؟ هل تؤثر على التنظيم الهرموني لإنتاج الحيوانات المنوية؟ كل هذا لا يزال يتعين اكتشافه».
وقال ألان باسي، أستاذ أمراض الذكورة بجامعة مانشستر، إنه إذا شعر الرجال بالقلق، فهناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكنهم اتخاذها.
وأشار إلى أن «الاحتفاظ بالهواتف في الحقيبة والحد من استخدامها أمر سهل نسبيا بالنسبة لهم، لكن لا يوجد حاليا أي دليل من شأنه تحسين نوعية الحيوانات المنوية لديهم».
إحصائية مرعبة
وأظهرت دراسة أن أعداد الحيوانات المنوية انخفضت بنحو 50% في جميع أنحاء العالم خلال الخمسين عامًا الماضية.
الخبراء ليسوا متأكدين من السبب وراء هذا التغيير ولكنهم يعتقدون أن السمنة والتعرض لبعض المواد البلاستيكية وسوء ممارسة الرياضة والنظام الغذائي يمكن أن تكون عوامل.
الدراسات السابقة التي بحثت في تأثيرات الهواتف المحمولة على جودة الحيوانات المنوية عادة ما شملت أعدادًا صغيرة فقط من الأشخاص.
ونظرت الدراسة الأخيرة، التي نُشرت في مجلة Fertility & Sterility، في بيانات 2886 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا تم تجنيدهم في الفترة من 2005 إلى 2018 في مراكز التجنيد العسكرية.
وقال البروفيسور نيف: «أكمل الرجال استبيانًا تفصيليا يتعلق بعادات نمط حياتهم وحالتهم الصحية العامة وتكرار استخدامهم لهواتفهم».
وأضاف أنهم «سُئلوا أيضًا عن المكان الذي يضعونه فيه عندما لا يكون قيد الاستخدام».
وأظهرت النتائج أن استخدام الهواتف في كثير من الأحيان كان مرتبطًا بانخفاض عدد الحيوانات المنوية، ولكن ليس بحركة الحيوانات المنوية، أي قدرة الحيوانات المنوية الفردية على الحركة.
الهواتف الحديثة أقل ضررا
وقالوا إن الفجوة كانت أكبر عند النظر إلى هواتف 2G إلى 3G، مقارنة بهواتف 3G إلى 4G، مما يشير إلى أن الهواتف الحديثة قد تكون أقل ضررا.
وجد الباحثون أن الأماكن التي يضع فيها الرجال هواتفهم ليس لها أي تأثير على إنتاج الحيوانات المنوية لديهم.
وحذر خبراء مستقلون من أن هناك حدودا للدراسة وأن الهواتف قد لا تكون سبب المشكلة.
وأضاف البروفيسور باسي: «تظهر الدراسة فقط وجود علاقة بين استخدام الهاتف المحمول وجودة السائل المنوي».
وتابع: «لا يمكننا التأكد من أن الهاتف المحمول ليس علامة بديلة لجانب آخر من نمط حياة الرجال أو المهنة التي هي السبب الحقيقي لأي تغييرات في نوعية الحيوانات المنوية لديهم».
وقال البروفيسور مالكولم سبيرين، من معهد الفيزياء والهندسة في الطب: «من المرجح أن يرتبط استخدام الاستبيان لتحديد استخدام الهاتف بأشرطة خطأ كبيرة».