الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف تؤثر مستويات الجلوكوز على الأداء المعرفي لمرضى السكري من النوع الأول؟

الثلاثاء 19/مارس/2024 - 05:00 ص
داء السكري من النوع
داء السكري من النوع الأول


استخدمت دراسة جديدة التقدم في الاختبارات الرقمية لإثبات أن تقلبات الجلوكوز التي تحدث بشكل طبيعي تؤثر على الوظيفة الإدراكية لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول.

تظهر نتائج الدراسة، التي أجراها باحثون في مستشفى ماكلين، وجامعة ولاية واشنطن، ونشرت في مجلة npj Digital Medicine، أن الإدراك كان أبطأ في اللحظات التي يكون فيها الجلوكوز غير عادي، أي أعلى أو أقل بكثير من مستوى الجلوكوز المعتاد لدى شخص ما.

ومع ذلك، كان بعض الأشخاص أكثر عرضة للتأثيرات المعرفية لتقلبات الجلوكوز الكبيرة من غيرهم.

وقال الدكتور زوي هوكس، المؤلف الرئيسي للدراسة والبحث: «في محاولة فهم كيفية تأثير مرض السكري على الدماغ، يُظهر بحثنا أنه من المهم النظر ليس فقط في كيفية تشابه الناس، ولكن أيضًا في كيفية اختلافهم

داء السكري من النوع الأول

داء السكري من النوع الأول هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تتميز بتقلب الجلوكوز.

وقد أظهرت الدراسات المخبرية السابقة أن مستويات الجلوكوز المنخفضة جدًا والمرتفعة جدًا تضعف الوظيفة الإدراكية.

ومع ذلك، فإن القيود التكنولوجية جعلت من الصعب دراسة تأثير تقلبات الجلوكوز التي تحدث بشكل طبيعي على الإدراك خارج المختبر، مما يمنع الباحثين من الحصول على قياسات متكررة وعالية التردد داخل نفس الأفراد مع مرور الوقت.

تعد القياسات عالية التردد ضرورية لفهم ما إذا كانت تقلبات الجلوكوز تؤثر على الإدراك بشكل مماثل لدى الجميع.

في الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون أجهزة استشعار الجلوكوز الرقمية والاختبارات المعرفية القائمة على الهواتف الذكية لجمع بيانات الجلوكوز والمعرفية المتكررة وعالية التردد في 200 فرد يعانون من مرض السكري من النوع الأول.

تم جمع بيانات الجلوكوز كل 5 دقائق وتم جمع البيانات المعرفية 3 مرات يوميًا لمدة 15 يومًا.

جمع الجلوكوز والبيانات المعرفية بشكل غير ملحوظ، بينما كان المشاركون يمارسون حياتهم اليومية، سمح للباحثين بفحص التأثير المعرفي لتقلب الجلوكوز الذي يحدث بشكل طبيعي.

ومع العديد من نقاط البيانات من كل فرد، تمكنوا من استخدام التعلم الآلي لاختبار ما إذا كان تأثير الجلوكوز على الإدراك يختلف من شخص لآخر.

وأظهرت الدراسة أن الوظيفة الإدراكية تضعف عندما يكون مستوى الجلوكوز أعلى أو أقل بكثير من المعتاد، ولوحظ هذا التأثير في سرعة المعالجة ولكن لم يتم ملاحظة الاهتمام المستمر.

من الممكن أن تتأثر سرعة المعالجة بالتقلبات قصيرة المدى لحظة بلحظة في مستوى الجلوكوز، في حين يتأثر الاهتمام المستمر بارتفاع أو انخفاض مستوى الجلوكوز الذي يستمر على مدى فترات زمنية أطول.

ووجد الباحثون أيضًا أن الأشخاص يختلفون عن بعضهم البعض من حيث مدى تأثير تقلبات الجلوكوز على سرعتهم الإدراكية، وأن بعض الأشخاص - بما في ذلك كبار السن والبالغين الذين يعانون من حالات صحية معينة - كانوا أكثر تأثرًا بتقلبات الجلوكوز من غيرهم.

وقالت لورا جيرمين، المؤلفة الرئيسية المشاركة في الدراسة، ومديرة مختبر ماكلين لتكنولوجيا الدماغ والصحة المعرفية: «تظهر نتائجنا أن الناس يمكن أن يختلفوا كثيرًا عن بعضهم البعض في كيفية تأثر أدمغتهم بالجلوكوز».

وأضافت: «لقد وجدنا أن تقليل تقلبات الجلوكوز في الحياة اليومية أمر مهم لتحسين سرعة المعالجة، وهذا ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الأكبر سنا أو الذين يعانون من حالات صحية أخرى مرتبطة بمرض السكري».

كان أحد الاكتشافات المفاجئة هو أن ذروة الأداء الإدراكي للمشاركين تزامنت مع مستويات الجلوكوز التي كانت أعلى قليلًا من نطاقها الطبيعي، على الرغم من انخفاض الأداء مع ارتفاع مستويات الجلوكوز بشكل أكبر.