كيف تتطور الأورام في الغدد الكظرية؟
توصل باحثون من كلية العلوم الطبية بجامعة كيوشو، إلى رؤى جديدة حول آليات كيفية تشكل أورام الغدة الكظرية.
حدد الفريق نوعا جديدا من مجموعات الخلايا السرطانية، أطلقوا عليه اسم «العقيدات المنتجة للستيرويدات» أو SPNs، والتي تظهر الخاصية الفريدة لإنتاج هرمونين مختلفين.
تم العثور على هياكل محددة في العقيدات المنتجة للستيرويدات تؤدي إلى الأورام الغدية المنتجة للكورتيزول، أو CPAs، وهي أورام غير سرطانية تنتج الكورتيزول المفرط.
توفر النتائج التي توصلوا إليها، والتي نشرت في مجلة eBioMedicine، أدلة حول تكوين وصيانة قشرة الغدة الكظرية البشرية، والتي يمكن أن تؤدي إلى علاجات أفضل للأمراض المرتبطة بخللها الوظيفي.
الكورتيزول
لا أحد يحب الشعور بالتوتر، حيث يرتفع معدل ضربات القلب، وتتوتر العضلات، ويبدأ الجسم في الارتعاش بالطاقة.
أحد المركبات الكيميائية الرئيسية وراء ذلك هو الكورتيزول، المعروف بالعامية باسم «هرمون التوتر».
الكورتيزول هو عائلة من الهرمونات الستيرويدية المعروفة باسم «هرمونات الستيرويد الكظرية» ويتم إنتاجها داخل الغدد الصغيرة الموجودة فوق الكلى والتي تسمى قشرة الغدة الكظرية.
تلعب قشرة الغدة الكظرية دورًا حاسمًا في إنتاج الهرمونات الحيوية التي تنظم كل شيء بدءًا من دورة النوم والاستيقاظ وضغط الدم وحتى التطور الجنسي.
وبطبيعة الحال، تم ربط الاضطرابات في الغدة الكظرية بمجموعة واسعة من الأمراض.
وقال تازورو فوكوموتو، المؤلف الأول للدراسة: «على سبيل المثال، يمكن للأورام التي يمكن أن تتطور في قشرة الغدة الكظرية أن تؤدي إلى إنتاج كميات زائدة من هرمونات معينة، أحد أنواع الأورام التي ندرسها هو الأورام الغدية المنتجة للكورتيزول، أو CPAs، وهي أورام غير سرطانية تنتج الكورتيزول الزائد».
وأضاف: «بينما وجد الباحثون العديد من الطفرات الجينية المرتبطة بـ CPA، فإن كيفية تطور هذه الأورام بالضبط ظلت غير واضحة».
تتكون قشرة الغدة الكظرية البشرية من 3 طبقات، حيث تنتج كل طبقة هرمونات معينة: المنطقة الكبيبية التي تنتج الألدوستيرون، والمنطقة المتحزمة (zF) التي تنتج الكورتيزول، والمنطقة الشبكية (zR) التي تنتج الأندروجينات الكظرية.
بدأ الفريق بجمع عينات الأنسجة من المرضى الذين يعانون من أورام الغدة الكظرية وإجراء الاختبارات النسيجية بالإضافة إلى أحدث التحاليل الجينية، ووجدوا هياكل أظهرت بنية فريدة من طبقتين تشبه zF وzR، وتنتج كلًا من الكورتيزول والأندروجينات الكظرية.
ويأمل الفريق أن تؤدي النتائج التي توصلوا إليها إلى فهم وعلاج أفضل لأورام قشر الكظر والأمراض المرتبطة بها.
ويخلص البروفيسور يوشيهيرو أوجاوا، الذي قاد الدراسة إلى أن «الأدوية التي تعتمد على الستيرويد حيوية في علاج العديد من الأمراض بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض الحساسية مثل الربو، ومع ذلك، فإن الاستخدام طويل الأمد سيؤدي إلى ضمور قشرة الغدة الكظرية».