الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الوداع الطويل.. كيف يؤثر آلزهايمر على حياة المرضى؟

الأربعاء 03/أبريل/2024 - 05:30 م
الزهايمر
الزهايمر


يطلق على مرض آلزهايمر «الوداع الطويل» فهو بمثابة تجربة مدمرة يتم خلالها فقدان شخص من الأحباء ببطء بسبب هذا المرض، الذي يعد من أكثر الأمراض شيوعا في جميع أنحاء العالم.

يؤثر مرض آلزهايمر على وظائف المخ والذاكرة ومهارات التفكير والقدرات العقلية الأخرى، ويزيل ببطء الأشياء التي تحدد هويتنا.

يقول الدكتور تيم بينلاند، رئيس قسم المعرفة في جمعية آلزهايمر: «بمرور الوقت، يبدأ المصابون بالمرض في نسيان العائلة والأصدقاء، ويمكن أن يصبحوا واهمين أو يفقدون الاهتمام بالتسلية التي كانوا يعشقونها ذات يوم».

وأضاف: «في كل مرة، يمكن أن تشعر وكأن جزءًا منهم قد مات، على الرغم من أنهم لا يزالون في حياتك جسديًا، ولهذا السبب نقول إنه مع الخرف لا تموت مرة واحدة فحسب، بل تموت مرارًا وتكرارًا».

السؤال هنا: ما الذي يجب أن يستعد له أولئك الذين يعتنون بشخص مصاب بالمرض، وكيف يمكنهم مساعدة أحبائهم مع تطور الأعراض؟

خطوة إلى الوراء

عندما تتقدم الساعات للأمام في فصل الربيع، قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض آلزهايمر، وفقا لما نشره موقع Express.co.uk.

يقول الدكتور بينلاند: «بما أن ضوء النهار يبدأ في وقت مبكر وينتهي في وقت لاحق، فقد يواجه الأشخاص المصابون بالخرف صعوبة في التمييز بين الساعة 6 صباحًا و6 مساءً».

وأضاف: «هذا يمكن أن يعطل إيقاع الساعة البيولوجية لديهم ويجعل من الصعب عليهم الحصول على قسط كاف من النوم، فعدم الشعور بالاستعداد للنوم بسبب الضوء في الخارج يمكن أن يجعلهم مرهقين للغاية، مما قد يسبب انخفاض الحالة المزاجية والتهيج ويؤثر على قدرتهم على التفكير بوضوح».

وتابع: «إن وجود روتين أثناء النهار وفي وقت النوم يمكن أن يساعد في تنظيم ساعة الجسم المضطربة لدى الشخص، كما أن الخروج لممارسة التمارين الرياضية اللطيفة يمكن أن يساعدهم على الشعور بالتعب في وقت النوم».

سرقة الذكريات

من المؤسف أن الأوهام والشكوك والبارانويا شائعة عندما يصاب الشخص بالخرف.

يقول الدكتور بينلاند: «تشمل الأوهام الشائعة الاعتقاد بأن شخصًا ما يسرق أو أن الناس يحاولون إيذائه". "قد لا يتمكن الشخص المصاب بالخرف من تجميع أجزاء من المعلومات والذكريات معًا بشكل صحيح، مما قد يؤدي به إلى استخلاص استنتاجات خاطئة وتصديق شيء غير صحيح».

ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أنه بالنسبة لشخص يعاني من الوهم، فإن واقعه ينطبق عليه تمامًا مثل واقعك.

ويضيف: «من الطبيعي أن تشعر بالانزعاج وترغب في تصحيحه، ومع ذلك، مع تقدم الخرف، يصبح قبول المنطق والإقناع العقلاني أمرًا صعبًا، لذلك غالبًا ما يكون من المستحيل إقناع الشخص المتوهم بالحقيقة، ومحاولة القيام بذلك من المرجح أن تسبب لهم الضيق».

هناك طرق لدعم الشخص الذي يعاني من الأوهام:

شجعهم على التحدث عن أفكارهم.

اعترف بمعاناتهم وما يشعرون به، وطمأنتهم بأن مخاوفهم تؤخذ على محمل الجد.

حاول أن تقدم بلطف تفسيرًا بديلًا لما قد يكون قد حدث، وقدم هذا كاحتمال آخر إلى جانب الوهم، بدلًا من وجهة نظر معارضة، مما يؤدي إلى تحويل تركيز الشخص بلطف.

نسيان أفراد الأسرة

كثيرًا ما يقول الناس أنه في المرة الأولى التي ينسى فيها أحد أفراد أسرته اسمه أو علاقته به، كان الأمر يصدمه بشدة.

يقول الدكتور بينلاند: «يمكن أن يكون فقدان الذاكرة، وخاصة ذات الطبيعة الشخصية، جزءًا مؤلمًا من الخرف، سواء بالنسبة للشخص المصاب بهذه الحالة أو لمن حوله».

وأضاف: «إن تذكير نفسك بأن الصعوبات التي يواجهها الشخص بسبب مرضه قد يساعدك على التعامل مع هذه المشاعر، قد يكون من المفيد أيضًا أن تذكر اسمك بشكل عرضي عندما تقول مرحبًا».

وتابع: «إن العمل على قصة الحياة، والذي يتضمن عمل سجل شخصي للتجارب والأشخاص والأماكن المهمة في حياتهم، يمكن أن يساعد أيضًا».

فقدان الشغف بالهوايات

قد يبدأ الشخص المحبوب الذي كان خبازًا ماهرًا أو مهتمًا بالأعمال اليدوية في الابتعاد عن عواطفه السابقة.

يوضح الدكتور بينلاند: «بالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بالخرف، فإن العديد من المهام التي تمكنوا من القيام بها بسهولة تحتاج إلى جهد أكبر بكثير مما اعتادوا عليه، مما يجعلها مملة ومحبطة وأحيانًا مهينة».

وأضاف: «ربما لم يعودوا يرغبون في المحاولة، أو قد يشعرون باللامبالاة كجزء من حالتهم، وهذا يجعل من الصعب المساعدة ثم العودة إلى النشاط والتفاعل مع الآخرين».

وتابع الدكتور بينلاند: «كن مشجعًا وإيجابيًا وادعمهم لإعادة المشاركة من خلال تكييف هواياتهم مع مستوى مهاراتهم الجديد أو مساعدتهم في العثور على هوايات جديدة».