الدكتور خالد منتصر يكتب.. أمراض الجنس عند المصريين والعرب
أمراض العلاقة الجنسية عند العرب والمصريين نسبتها مرتفعة، لأنها مرتبطة بثقافتنا المعادية للجسد، نحن العرب نعاني من السوماتوفوبيا أو رهاب الجسد، ولذلك أستطيع أن ألخص هذه الأمراض كما يلي:
أنيميا_التواصل: الجنس العربي هو مونولوج وليس ديالوج، هو حوار من طرف واحد، المايسترو هو الرجل والعازفون هم الرجل والمسرح هو الرجل، والمرأة على الهامش، لايهم أن تصل إلى الذروة الجنسية أو أن يمهد لها أو أن نهتم بإنسانيتها فى الممارسة، هي مفعول به على الدوام، ولذلك تجد على سبيل المثال معظم النساء العربيات يعانين من الآم فى أسفل الظهر وأهم أسبابه عدم الوصول للنشوة والارتواء الجنسي، إن الرجل العربي يتعامل جنسيا مع المرأة على أنها دورة مياه متحركة يفك فيها توتره وكبته، ثم يعطيها ظهره ليشخر بعد ذلك في أحلامه.
وهم الفحولة: الرجل العربي يربط بين الرجولة وبين ما يعتبره بديهيات، مثل عدد مرات الجماع في الليلة الواحدة أو حجم القضيب أو عنف الجماع ولا يمنح الرجولة أية تعريفات فيها الحب والحنان والحميمية.
نحن نعالج الأفراد ولا نعالج العلاقة: فهمنا للجنس على أنه عملية فردية يجعلنا نستقبل المريض منفردا في عياداتنا ولا نستقبل الزوج والزوجة برغم أننا نعالج علاقة ولا نعالج أفرادا، ونظل نسير فى الاتجاه الخاطئ ويخرج المريض من باب العيادة أكثر إحباطا.
وهم الحبة الزرقاء: من الممكن أن تصلح الفياجرا أداء جنسيا ولكنها لا تصلح علاقة جنسية، فهي منفردة لابد لها من رغبة ابتداء حتى تنجح فى عملها وتعطي نتيجة وفقدان الرغبة مرض نفسي اجتماعي ثقافي قبل أن يكون مرضًا عضويًا، فالفياجرا ليست سحرًا، إنها وسيلة وليست غاية، إنها دواء وليست منشطًا.
الجنس إيلاج فقط: الجنس أكبر من كونه إدخال عضو وإخراجه ورعشة وقذف، إنه معنى أكبر من تلك الانعكاسات وردود الأفعال، إنه احتواء، إنه حوار، إنه علاج، ولو اختزلنا الجنس إلى ميكانيكا وحولناه إلى معادلات حسابية سنكون قد فقدنا وخسرنا الكثير من معانيه النبيلة والجميلة.
الخرس الزوجي: نحن نجهل أن أهم عضو إثارة عند المرأة هي الأذن على عكس الرجل الذي تحتكره العين، فالكلمة الحلوة وعبارات الغزل والاهتمام بأشيائها الصغيرة التي تبدو للرجل تافهة هي مفتاح الوصول إلى قلب المرأة وعقلها.
احتقار النصف الأسفل: النصف الأسفل من جسدنا محتقر فنحن نقول رأس القبيلة أو يجلس في الصدارة لكن معجم النصف الأسفل مرتبط كله بالنجاسة، ويصبح السب والشتيمة بالنصف الأسفل وخاصة للمرأة هو أكبر عقاب يوقعه شخص بآخر.
مركز الجنس هو الأعضاء التناسلية: أهم عضو جنسي هو المخ وليس الأعضاء التناسلية، وعندما عكسنا هذا المفهوم مارسنا عمليات وحشية مثل الختان الذي يفعله مجمتعنا معتقدا أنه ببتر الأعضاء الجنسية فهو يبتر الرغبة المتأججة التي يعتبر تأججها مرضا أخطر من السرطان.