الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

التوتر والعزلة جرس إنذار يهددان حياتك بالنوبة القلبية.. كيف ذلك؟

الأحد 28/أغسطس/2022 - 01:30 م
النوبة القلبية
النوبة القلبية


الإجهاد والتوتر والوحدة والعزلة، من أكثر العوامل مساهمة في زيادة حالات النوبة القلبية، لكن العديد من خبراء الصحة قالوا أيضًا إن الوحدة هي عامل خطر محتمل آخر، وتتزايد حوادث النوبات القلبية يومًا بعد يوم، والأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن عمر أولئك الذين يتعرضون للأزمات القلبية يتزايد مع كل حالة يتم الإبلاغ عنها.

ومن أجل فهم كيف يمكن أن تكون الوحدة والتوتر والإجهاد، سببًا للأزمة القلبية، يقدم موقع صحة 24 التفاصيل الكاملة حول هذا الأمر.

الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية

بينما نعتبر جميعًا، أن الشعور بالوحدة هو البقاء بمفردنا، فإن المعنى الفعلي عميق جدًا ومهم للفهم، الوحدة هي ما يعطل قدرة الشخص على المشاركة في المجتمع، والتحدث بحرية مع شخص ما، والانخراط في لقاءات اجتماعية والتواصل بشكل صحيح، وغالبًا ما ترتبط الوحدة  التي لها تأثير ضار على صحة الفرد، بالعزلة الاجتماعية، كما يمكن للمرء أن يبقى بمفرده ولكن لا يشعر بالوحدة، ويمكن أن يكون مع الناس ولكن يشعر بالوحدة، ومن أجل فهم تأثير الوحدة على أعضاء الجسم الرئيسية مثل القلب، من المهم أن نفهم معنى الوحدة في الواقع.

ويقول الدكتور لال داغا كبير الأطباء: العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة هما ظاهرتان هامتان تُرى في جميع أنحاء العالم بسبب الرقمنة والإفراط في استخدام أنشطة وسائل التواصل الاجتماعي التي تؤدي إلى الاكتئاب وزيادة حوادث القلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء العالم في شكل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب واضطرابات التمثيل الغذائي. 

ويشرح أن الشعور بالوحدة مرتبط بزيادة 20-30٪ في نوبات القلب والأوعية الدموية، وأن الوحدة هي تناقض ملحوظ بين العلاقات الاجتماعية المرغوبة والفعلية، وعادة ينشأ من علاقات أقل جودة مما هو مطلوب.

ويضيف أن العديد من الدراسات، وجدت أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة مرتبطان بزيادة 20-30٪ في نوبات القلب والأوعية الدموية.

الحياة الاجتماعية الصحية أمر لا غنى عنه

ونقلًا عن دراسة بحثية أجرتها جامعة نيويورك، أوضح الدكتور نافين بامبري، مدير وHOD - طبيب القلب التداخلي، بمستشفى ماكس شاليمار باغ، أن الشعور بالوحدة أو العزلة الاجتماعية يرتبط بزيادة حوالي 29٪ من خطر الإصابة بالنوبات القلبية و32٪ خطر في السكتة الدماغية. 

وتستند الدراسة في المرجع إلى 1،81،000 مريض حيث وجد أن التأثير الضار للوحدة على الصحة يرتفع إلى مستوى ينذر بالخطر.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور  بامبري: يمكن أن تؤدي الوحدة إلى التوتر والقلق وزيادة التدخين وقلة النشاط البدني مما يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالنوبات القلبية. 

ونمط الحياة غير المستقر والنشاط البدني الأقل والوقت الأطول أمام الشاشات، تجعل الصحة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، كما تضيف عادات نمط الحياة هذه المخاطر تدريجيًا وبعد فترة زمنية معينة تحدث تغييرًا لا رجعة فيه في الصحة.

النوبة القلبية 

طرق أخرى يمكن للوحدة والعزلة أن تلحق الضرر بجسمك

وبصرف النظر عن أمراض القلب والأوعية الدموية، هناك عدة طرق أخرى يمكن أن تؤثر بها الوحدة على جسمك فالشعور بالاكتئاب والتوتر، هما القاتلان الصامتان للصحة الجسدية، ويقول الخبراء في جامعة جون هوبكنز، إن الاكتئاب والنوبات القلبية يحدثان معًا. 

وفيما يتعلق بآثار الشعور بالوحدة، هناك تفسير مختلف، نقلًا عن دراسة بحثية أخرى يقول:  الوحدة قد تؤدي إلى توتر القتال أو الهروب الذي قد يؤثر على إنتاج الجسم لخلايا الدم البيضاء، قد تزيد الإشارة من الالتهاب في الجسم وتقلل من استجابته المضادة للفيروسات، مما يعني أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة لديهم استجابة مناعية أقل فعالية.

وفقًا لتحليل تلوي واحد لـ 70 دراسة، فإن الأفراد الوحيدين لديهم احتمالات أكبر للوفاة المبكرة بنسبة 26 ٪ مقارنة بالأفراد غير الوحيدين.

أمراض القلب تودي بحياة ما يقرب من 18 مليون شخص كل عام

وهذه البيانات المقلقة من منظمة الصحة العالمية هي دليل على شدة المرض، وهي أيضًا شهادة على عدم استعدادنا تجاه المرض، وتقول منظمة الصحة العالمية إن 85٪ من الوفيات التي تحدث بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية 85٪ ناجمة عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ومن الحقائق المذهلة في بيانات منظمة الصحة العالمية أن 38٪ من الوفيات المبكرة التي حدثت في عام 2019 كانت بسبب أمراض القلب، مثل أمراض القلب التاجية، وأمراض الأوعية الدموية الدماغية، وأمراض الشرايين الطرفية، وأمراض القلب الروماتيزمية، وأمراض القلب الخلقية، والتخثر الوريدي العميق، والانسداد الرئوي.

وتقول المنظمة، إن أمراض القلب تودي بحياة ما يقرب من 18 مليون شخص كل عام.

ويتطلب هذا العدد الهائل من الوفيات المبكرة اهتمامنا نحو الإدارة السليمة للحالة، حيث يجب التعامل معها على المستوى المجتمعي من خلال الحملات التثقيفية والبرامج الصحية الحكومية العامة والخاصة، وعلى مستوى المجتمع المحلي من خلال النوادي والمخيمات والمشاركة وعلى المستوى الفردي من خلال العلاج المعرفي والاستشارات النفسية والاجتماعية الفردية، وفقا لما يقوله الدكتور داغا.

ومن المهم التركيز على كل من الصحة البدنية والعقلية، والتركيز فقط على الصحة الجسدية لن يكون له أي تأثير مطلقًا إذا كانت الصحة العقلية غير سليمة، كما يجب الاهتمام بالجوانب غير الملموسة للصحة، مثل التفاعل الاجتماعي والتواصل والتوافق مع الناس.