اعتمادا على الذكاء الاصطناعي.. خطوة ثورية في علاج سرطان الحنجرة
كشف بحث جديد، أن الذكاء الاصطناعي يحسن نتائج مرضى سرطان الحنجرة، وهو ما يعد خطوة أقرب إلى العلاج الشخصي.
واكتشف خبراء في جامعة نيوكاسل أن برامج الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تلعب دورًا ثوريًا في توجيه علاج سرطان الحنجرة، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
استخدام الذكاء الاصطناعي
في أول بحث من نوعه حول سرطان الحنجرة المتقدم، استفاد السيد عمار راجور وفريقه في جامعة نيوكاسل من قوة الذكاء الاصطناعي (AI) لتحليل التصوير الطبي من الأشعة المقطعية، والذي يهدف إلى التنبؤ بالبقاء.
يعد سرطان الحنجرة معركة صعبة بالنسبة للكثيرين في المملكة المتحدة، حيث يتم تشخيص حوالي 2400 حالة جديدة كل عام، ونصف الحالات في مراحل متقدمة لا تعيش أكثر من 3 سنوات.
ومع ذلك، فإن هذه الدراسة، التي أجراها السيد راجور، توفر الأمل في تحسين الرعاية والعلاج للمرضى.
خزعة افتراضية
يعمل برنامج الذكاء الاصطناعي على تشغيل بكسل تلو الآخر، مما يكشف عن أنماط مخفية داخل الورم لا يمكن رؤيتها بالعين البشرية.
يمكن أن يكون هذا بمثابة "خزعة افتراضية" ويقدم أدلة بشأن سلوك السرطان ومدى عدم انتظامه.
تسمى هذه الطريقة الجديدة للنظر إلى الصور بمثل هذه التفاصيل راديوميكس.
وفي معرض حديثه عن النتائج التي توصل إليها، قال السيد راجور، أخصائي الأذن والأنف والحنجرة: "يمكن اعتبار علم الإشعاع بمثابة عدسة مكبرة فائقة القوة للصور الطبية، مثل الأشعة المقطعية، فهو يفحص بعناية كل التفاصيل الدقيقة، حتى تلك التي من الصعب رؤيتها، ومن خلال القيام بذلك، يمكنها العثور على أنماط ومخالفات لا يمكن للإنسان رؤيتها أو قد يتم تفويتها".
البحث الذي نشر في مجلة طب الحنجرة وطب الأذن، كشف عن علامتين مهمتين للتصوير، ضغط الشكل وعدم انتظام المستوى الرمادي (GLNU).
إذا كانت هذه العلامات مرتفعة، فهذا يشير إلى أن المريض لديه فرصة أكبر للوفاة عاجلًا.
أدت الزيادة في انضغاط الشكل إلى تفاقم خطر الوفاة بمقدار 3 أضعاف تقريبًا، في حين أدى الارتفاع في GLNU إلى مضاعفة الخطر.
وكشفت النتائج أيضًا أن علامات التصوير هذه قامت بعمل أفضل في التنبؤ بالبقاء على قيد الحياة مقارنة بالعوامل التقليدية التي يستخدمها الأطباء حاليًا، مثل العمر أو مرحلة السرطان.
هناك عدد من الدراسات التي تم إجراؤها لتحليل جميع أنواع سرطانات الرأس والرقبة، ومع ذلك، فإن هذه الدراسات ليست قوية أو ذات صلة سريريًا لأن جميع أنواع سرطان الرأس والرقبة تتصرف بشكل مختلف تمامًا، ومن وجهة نظر الأطباء، لا ينبغي دمجها في مجموعة واحدة للتحليل.
وأضاف السيد راجور: "إن هذه التطورات مثيرة للغاية، حيث يمكن أن يلعب هذا البحث دورًا كبيرًا في توجيه العلاج وتقديم الطب الدقيق في المستقبل. كما يمكن أن يضمن حصول المرضى على العلاج المناسب لهم، بناءً على شكل الورم لديهم".
وتابع: "من المزايا الأخرى أن هذه الطريقة لا تغير مسار المريض ولكنها تعززه، من خلال تحليل الصور الطبية بطريقة لا يمكن أن يقوم بها الإنسان، حاليًا، لا يتم الاستفادة الكاملة من الكثير من المعلومات الناتجة عن عمليات المسح، لكن هذا يسمح لنا لإطلاق العنان لإمكاناته الكاملة، أما في المستقبل، يمكننا أيضًا استخدام هذه التقنية لتتبع مدى استجابة المريض للعلاج من خلال النظر في عمليات المسح مع مرور الوقت".
ثورة في إدارة سرطان الحنجرة
في الثلاثين عامًا الماضية، لم يتم إحراز تقدم يذكر في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى المصابين بسرطان الحنجرة.
ومع ذلك، فإن الشراكة بين جامعة نيوكاسل وصندوق مؤسسة مستشفيات نيوكاسل أبون تاين توفر الأمل لأولئك الذين يكافحون سرطان الحنجرة.
وقال السيد راجور: "سوف نهدف إلى إنشاء نموذج للتنبؤ بالمخاطر يبحث في كل من البقاء على قيد الحياة والاستجابة لعلاجات محددة للسرطان. وسيشمل نموذج النموذج الأولي هذا العوامل السريرية وتفاصيل علم الأمراض وعلامات التصوير. وهذا لديه القدرة على إحداث ثورة حقيقية في إدارة سرطان الحنجرة".