أمل جديد قد يساعد في تطوير لقاح السل
أنشأ باحثون من جامعة أكسفورد لأول مرة نموذجًا للعدوى البشرية الخاضعة للرقابة لمرض السل (TB) الذي يصيب الناس عن طريق الرئتين، وهي الطريقة التي يدخل بها السل إلى الجسم.
تعد التجربة السريرية، التي استخدمت لقاح BCG الذي يتم توصيله عبر الهباء الجوي إلى رئتي المشاركين، خطوة أولى نحو إنشاء نموذج تحدٍ يمكن استخدامه لاختبار لقاحات السل الجديدة، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
تم نشر الورقة في مجلة لانسيت للأمراض المعدية.
تطوير اللقاحات
وقد ساهمت نماذج التحدي البشري بشكل كبير في تطوير لقاحات لأمراض مثل الملاريا والتيفوئيد، وخاصة في تجارب المراحل المبكرة.
إنها تساعد العلماء على اختيار اللقاحات التي ينبغي نقلها إلى دراسات الفعالية الميدانية الأكبر حجمًا، ويمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص مع مسببات الأمراض مثل السل ، حيث يكون تطوير اللقاح أمرًا صعبًا للغاية.
على عكس الملاريا والتيفوئيد، حيث تم إعطاء المشاركين الشكل الخبيث من المرض، لن يكون من الأخلاقي إعطاء الناس مرض السل؛ في حين أن هناك علاجات فعالة للملاريا والتيفوئيد، لا يوجد مثل هذا العلاج السريع والفعال لمرض السل، ولا توجد طريقة للتأكد من شفاء الشخص.
لقاح BCG
تم استخدام لقاح BCG في هذه التجربة لأنه سلالة حية موهنة من المتفطرة البقرية - المرتبطة بالمتفطرة السلية، وهي البكتيريا التي تسبب مرض السل لدى البشر - ومن المعروف أن لقاح BCG آمن في البشر.
كانت دراسات التحدي البشري السابقة قد أعطت لقاح BCG في الذراع، لكن هذه الطريقة لا تحاكي المسار الطبيعي لعدوى السل إلى الرئتين، ولهذا السبب تم دراسة طريقة الهباء الجوي.
قام فريق البحث بتجنيد أشخاص أصحاء لم يسبق لهم الحصول على لقاح BCG من قبل، وتم إعطاؤهم لقاح BCG عن طريق الهباء الجوي باستخدام البخاخات في الرئتين، وتم حقن مجموعة المراقبة بعقار بي سي جي في الذراع.
وبما أن هذه كانت المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النهج، فقد قام الباحثون بزيادة الجرعة تدريجيًا للتأكد من أنها آمنة ووجدوا أعلى جرعة لا تسبب آثارًا جانبية مزعجة. ثم قاموا بمقارنة مقدار BCG الذي يمكن استخلاصه بعد إعطائه في الرئتين ومن خلال الجلد.
تم العثور على جرعات BCG المستنشق الهباء الجوي لتكون جيدة التحمل من قبل المشاركين ولم يكن هناك اختلاف كبير في وتيرة الأحداث السلبية بين المجموعتين.
وقالت البروفيسورة هيلين ماكشين، أستاذة علم اللقاحات في قسم الطب في جامعة نوفيلد، والتي قادت الدراسة: «عندما قمنا بغسل رئة المشاركين، استعدنا لقاح BCG، وهي علامة إيجابية في دراسة التحدي، وعندما اختبرنا في النهاية لقاح BCG، وإذا لم نتمكن من العثور على BCG في غسل الرئة، فهذا يشير إلى أن اللقاح قد حفز الحماية، وإذا لم نعثر على BCG في سائل الرئة، فلن نتمكن من المضي قدمًا في هذا كنموذج».
وأضافت ماكشين: «لقد عاد السل باعتباره القاتل الأول بين الأمراض المعدية، إنه مسبب مرضي يصعب حقًا صنع لقاح له، ونماذج التحدي البشري، مثل النموذج الذي جربناه في ستلعب هذه الدراسة بلا شك دورًا حيويًا في مساعدتنا على تطوير لقاح. ولهذا السبب، فهذه خطوة أولى مهمة في إنشاء هذا النموذج».
وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقت ماكشين دراسة أخرى تبحث في لقاح BCG المعطى عن طريق الهباء الجوي كلقاح، بدلًا من عامل التحدي، ومقارنة الاستنشاق بالتطعيم الذي يتم تناوله عن طريق الجلد.