1.2 مليون شخص يموتون بالمرض سنويا.. اكتشاف جديد لـ علاج السل
يعد السل من أكبر الأمراض المعدية القاتلة في العالم، حيث يتسبب في وفاة 1.2 مليون شخص كل عام، وكما هو الحال مع أنواع الالتهاب الرئوي الأخرى، يمكن لمرض السل أن يدمر الرئة البشرية نتيجة للالتهاب المفرط.
أحد أكبر مسببات هذا الالتهاب المفرط هو وجود خلية مناعية تسمى العدلات، والتي تلعب بشكل متناقض دورًا وقائيًا مهمًا أثناء العدوى المبكرة، وفقا لما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
تلف أنسجة الرئة في مرض السل
ومع ذلك، مثل سيف ذو حدين، يمكن أن تسبب العدلات المفرطة النشاط تلف أنسجة الرئة في مرض السل الثابت.
أراد الباحثون معرفة المزيد عن كيفية تسبب عدوى السل في حدوث هذا الضرر.
باستخدام نماذج الخلايا للعدوى، قام الباحثون من فريق ترينيتي في مستشفى سانت جيمس بفحص الحديث المتبادل بين خليتين مناعيتين في الرئة: البلاعم والعدلات.
تعمل هذه الخلايا على التسبب في أمراض الرئة في حالة مرض السل.
وجدت المجموعة أن الخلايا البلعمية المصابة ببكتيريا المتفطرة السلية، وهي البكتيريا المسببة لمرض السل، يمكن أن تنشط العدلات مباشرة، وتزيد من عملية التمثيل الغذائي لها، وتؤدي إلى إنتاج مصائد العدلات خارج الخلية (أو NETs).
ومن المعروف أن هذه الشبكات تحفز الإنترفيرون من النوع الأول، وهي البروتينات التي تنذر بمرض السل الحاد.
تحتجز هذه الأحداث أيضًا الخلايا المتعادلة الضارة في الرئة حيث يمكن أن يحدث المزيد من الإهانة.
تم نشر الورقة البحثية التي تحمل عنوان «الخلايا البلعمية البشرية تنشط عملية التمثيل الغذائي للعدلات المتفرجة ووظائف المستجيب عند تحديها بمرض السل المتفطرة» في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية.
ومن خلال تشريح مسارات الأمراض البشرية هذه، حسنت المجموعة فهمنا لكيفية استهداف العدلات الالتهابية في أمراض الرئة.
إن التدابير البسيطة مثل إعطاء الستيرويدات لمرضى السل قد تقلل من نشاط العدلات المدمر، وتحافظ على الرئة.
يوفر هذا العمل معقولية علمية لاستخدام العلاجات الموجهة المضادة للعدلات في علاج السل إلى جانب المضادات الحيوية، وبما أن معدل الإصابة بالسل المقاوم للمضادات الحيوية يتزايد باستمرار، فإن إيجاد طرق بديلة لعلاج المرضى أصبح الآن في غاية الأهمية.
وقالت ديربلا ميرفي، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "نحن متحمسون حقًا لهذا العمل لأنه يوضح أهمية دراسة كيفية تفاعل الخلايا البلعمية والعدلات وأهمية هذا التفاعل أثناء الإصابة بالسل ودراسة كيفية تأثر العدلات بالخلايا الأخرى".
يمكن أن يساعدنا في تحديد الأهداف التي يمكن تعاطيها للمساعدة في تطوير علاجات جديدة لمرض السل، وهذا مهم بشكل خاص لأن عدد حالات السل المقاوم للمضادات الحيوية آخذ في الارتفاع كل عام، وهناك حاجة ماسة إلى علاجات جديدة للتغلب على هذا الأمر.
وقال البروفيسور جوزيف كين، الطب السريري، كلية ترينيتي في دبلن ومستشفى سانت جيمس: "إن استهداف العدلات هو أحد أهم المواضيع في أبحاث السل. ويشجع هذا البحث الآلي على تطوير علاجات من شأنها أن تحد من تلف الرئة في هذه العدوى المهمة".