الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

سبب رئيسي يهدد الحوامل بالوفاة حتى بعد الولادة.. دراسة تدق ناقوس الخطر

الجمعة 19/أبريل/2024 - 07:47 م
قصور القلب أثناء
قصور القلب أثناء الحمل


يعد اعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة، أحد أشكال قصور القلب الذي يحدث أثناء أواخر الحمل أو في وقت مبكر بعد الولادة، وهو سبب رئيسي لوفاة الأمهات.

يكشف بحث جديد أجراه باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام، عن رؤى جديدة حول الآليات الكامنة وراء تطور اعتلال عضلة القلب بعد الولادة، ويشير إلى استراتيجيات جديدة محتملة للتطوير العلاجي.

تم نشر النتائج في مجلة Science Translational Medicine.

قصور القلب أثناء الحمل

وقال جيسون روه، المؤلف الرئيسي المشارك، وهو طبيب قلب: "بالرغم من أن أمراض القلب تمثل الآن السبب الرئيسي لوفيات الأمهات في الولايات المتحدة، إلا أن فهمنا للبيولوجيا التي تسبب العديد من هذه الأمراض لا يزال محدودًا للغاية".

وبحسب ما نُشر في موقع ميديكال إكسبريس، أضاف جيسون روه: "تحدد دراستنا بعض العوامل البيولوجية الأساسية المرتبطة بالشيخوخة والتي تساهم في تطور قصور القلب لدى الأمهات أثناء الحمل وتقدم أدلة من كل من المرضى والنماذج الحيوانية".

بدأ روه وزملاؤه العمل باكتشاف غير متوقع.

ففي أثناء دراسة دور الخلايا الهرمة (أو المسنة) لدى كبار السن المصابين بقصور القلب، فوجئوا عندما اكتشفوا أن البروتينات التي تفرزها هذه الخلايا المسنة تم اكتشافها بمستويات أعلى في دم النساء الحوامل الشابات المصابات بقصور القلب.

بناءً على هذه النتائج الأولية، أجرى الباحثون تجارب لمعرفة ما إذا كانت بروتينات الشيخوخة هذه قد تساهم في تطور اعتلال عضلة القلب بعد الولادة بالإضافة إلى تسمم الحمل، وهو اضطراب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل والذي يعد عامل خطر رئيسي لـ فشل القلب بعد الولادة.

واستند تفكيرهم إلى عمل سابق يوضح أن المشيمة، وهي عضو هجين بين الأم والجنين فريد من نوعه أثناء الحمل، تظهر علامات زيادة الشيخوخة قرب نهاية الحمل.

عندما قام الفريق بتقييم المشيمة من النساء المصابات بتسمم الحمل، وجدوا أنهن أظهرن علامات متعددة للشيخوخة المتضخمة وشيخوخة الأنسجة، بالإضافة إلى زيادة التعبير عن العديد من بروتينات الشيخوخة التي تم اكتشافها في دم النساء المصابات بتسمم الحمل أو اعتلال عضلة القلب بعد الولادة.

كان بروتين الشيخوخة الخلوي الأكثر وضوحًا في هذه المشيمة هو الأكتيفين A، وارتبطت المستويات الأعلى من هذا البروتين إما بخلل وظيفي شديد في القلب أو فشل القلب لدى النساء المصابات بتسمم الحمل أو PPCM.

وقال روه: "بينما تمر المشيمة بعملية فسيولوجية طبيعية للشيخوخة طوال فترة الحمل، يبدو أن هذا يتضخم بشكل أكبر لدى أولئك الذين يصابون بقصور القلب أثناء الحمل، ونعتقد أن هذا يؤدي إلى إفراز عوامل مختلفة في دم الأم والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على وظيفة القلب".

في التجارب التي أجريت على الفئران، أظهرت مشيمة الفئران المصابة بـ اعتلال عضلة القلب بعد الولادة زيادة مماثلة في التعبير عن البروتينات الخلوية المرتبطة بالشيخوخة.

إن علاج هذه الفئران بالفيسيتين - وهو دواء يمكنه إزالة الخلايا شديدة الشيخوخة بشكل انتقائي - خلال الفترة من منتصف إلى أواخر الحمل أدى جزئيًا إلى تقليل شيخوخة المشيمة وتحسين وظائف القلب.

كان للعلاج بجسم مضاد موجه ضد مستقبل أكتيفين أ، بعد الحمل، تأثيرات مماثلة في هذه الحيوانات.

وقال روه::بالرغم من أننا ما زلنا في المراحل المبكرة للغاية من فهم كيف يمكن أن تؤثر شيخوخة المشيمة المتضخمة على وظيفة قلب الأم، فإننا نعتقد أن النتائج التي توصلنا إليها تجيب على بعض الأسئلة الأساسية حول البيولوجيا الكامنة وراء فشل القلب أثناء الحمل، ومن المهم أن نلاحظ أن شيخوخة المشيمة هي جزء طبيعي من الحمل".

وأضاف: "إن الفهم الكامل لسبب اضطراب هذه العملية في أمراض القلب المرتبطة بالحمل والتحديد الدقيق لكيفية تنظيمها بأمان هي خطوات تالية حاسمة قبل ترجمة هذه النتائج".