اكتشاف جديد قد يساعد في تطوير عقاقير لعلاج سرطان الجلد
يمكن للخلايا السرطانية أن تغير شكلها لتنتقل حول الجسم وتنتشر، لكن كيفية معرفة متى تفعل ذلك ظلت بعيدة المنال.
استخدم الباحثون الآن تقنية جديدة لتحديد جينتين تتحكمان في كيفية تغير شكل خلايا سرطان الجلد الميلانينية استجابة لبيئتها، مما يوفر هدفين دوائيين محتملين لوقف انتشار السرطان.
ووفقا لما ذكره موقع ميديكال إكسبريس، يمكن للخلايا السرطانية أن تغير شكلها لتتحرك في جميع أنحاء الجسم، فتصبح على شكل حفر، من خلال الأنسجة الكثيفة مثل العظام، أو مستديرة وإسفنجية للضغط من خلال الأنسجة الرخوة والدخول إلى الدم.
في دراسة نشرت في مجلة Cell Reports، اكتشف العلماء في معهد أبحاث السرطان في لندن وكلية إمبريال كوليدج في لندن جينات تؤثر على كيفية معرفة الخلايا للبيئة التي توجد فيها وبالتالي الشكل الذي يجب اختياره.
وقال البروفيسور كريس باكال، أستاذ ديناميكيات السرطان في معهد أبحاث السرطان بلندن: «بمجرد أن يصبح السرطان منتشرًا وينتشر إلى أجزاء مختلفة من الجسم، قد يكون من الصعب جدًا علاجه».
وأضاف: "لقد أعطانا هذا البحث نظرة ثاقبة للحيل التي تستخدمها الخلايا السرطانية لمواصلة النمو والانتشار، وقد حددنا جينين يمكن استهدافهما في المستقبل لمنع سرطان الجلد من تغيير شكله وانتشاره".
عرض ثلاثي الأبعاد
طوّر الفريق نظامًا جديدًا لدراسة الخلايا في بيئات ثلاثية الأبعاد، لمحاكاة أجزاء مختلفة من الجسم.
حتى الآن، قامت معظم الأبحاث بدراسة الخلايا الموجودة على الأسطح البلاستيكية الصلبة ثنائية الأبعاد.
تم استخدام مجهر فريد يسمى المجهر المستوي المائل للمسح المسرحي (ssOPM) لالتقاط صور ثلاثية الأبعاد لخلايا سرطان الجلد - إما ملتصقة بسطح مستو وصلب أو مدمجة داخل هيدروجيل كولاجين ناعم ثلاثي الأبعاد.
من خلال تحليل الصور ثلاثية الأبعاد المأخوذة من 60 ألف خلية عندما تم إيقاف جينات معينة، حدد الباحثون جينين مهمين لخلايا سرطان الجلد لتغيير شكلها استجابة لبيئتها.
ويعتقد الباحثون أن هذه الجينات، TIAM2 وFARP1، يمكن استهدافها لمنع سرطان الجلد من الانتشار.
تعتبر هذه الجينات مرشحة جيدة لاكتشاف الأدوية لأنها تمتلك بنية مشابهة للبروتينات الأخرى التي تكون عقاقيرها بالفعل في مرحلة ما قبل التطوير السريري.
أسئلة في بيولوجيا السرطان
وقال البروفيسور كريس دونسبي، من قسم الفيزياء في إمبريال كوليدج لندن: "هذه الدراسة هي الأولى التي تطبق تقنية مجهرية جديدة عالية المحتوى تسمى المجهر المستوي المائل لدراسة عدة آلاف من الخلايا بشكل ثلاثي الأبعاد، ونأمل في المستقبل أن النهج الموضح هنا يمكن تطبيقه لمعالجة مجموعة واسعة من الأسئلة في بيولوجيا السرطان".
يقوم فريق البحث حاليًا بإنشاء تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأدوية التي قد تكون ناجحة باستخدام هذه الصور ثلاثية الأبعاد للخلايا، مما قد يقلل من الوقت المستغرق لتطوير أدوية جديدة.
وقال البروفيسور كريستيان هيلين، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن: "باستخدام تقنية مبتكرة لدراسة الخلايا كما لو كانت في إنسان، وليس في المختبر، اكتشف علماؤنا آلية عمل الخلايا السرطانية التي تستخدم للتحرك في جميع أنحاء الجسم".
وأضاف: "نحن نعلم أن معظم الوفيات الناجمة عن السرطان تحدث بسبب انتشار السرطان من الورم الأصلي إلى أجزاء أخرى من الجسم، وآمل أن يؤدي المزيد من الأبحاث إلى تطوير علاجات جديدة للورم الميلانيني النقيلي".