الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يمنح فيتامين (د) مناعة أفضل ضد السرطان؟

السبت 27/أبريل/2024 - 05:01 ص
 فيتامين (د)
فيتامين (د)


وجد باحثون أن فيتامين (د) يشجع نمو نوع من بكتيريا الأمعاء لدى الفئران مما يحسن مناعة الجسم ضد الأمراض، وفي مقدمتها السرطان.

وذكرت في مجلة Science، أن الباحثين وجدوا أن الفئران التي تم إعطاؤها نظامًا غذائيًا غنيًا بفيتامين (د) كانت لديها مقاومة مناعية أفضل للسرطانات المزروعة تجريبيًا واستجابات محسنة للعلاج المناعي، ولوحظ هذا التأثير أيضًا عندما تم استخدام تحرير الجينات لإزالة البروتين الذي يرتبط بفيتامين (د) في الدم ويبقيه بعيدًا عن الأنسجة.

والمثير للدهشة أن الفريق وجد أن فيتامين (د) يعمل على الخلايا الظهارية في الأمعاء، والتي بدورها تزيد من كمية البكتيريا التي تسمى باكتيرويدس الهشة.

أعطى هذا الميكروب الفئران مناعة أفضل ضد السرطان، لأن الأورام المزروعة لم تنمُ بنفس القدر، لكن الباحثين ليسوا متأكدين بعد من كيفية نموها.

ولاختبار ما إذا كانت البكتيريا وحدها قادرة على توفير مناعة أفضل ضد السرطان، تم إعطاء الفئران التي تتبع نظامًا غذائيًا عاديًا Bacteroides fragilis، وكانت هذه الفئران أيضًا أكثر قدرة على مقاومة نمو الورم، ولكن ليس عندما تم وضع الفئران على نظام غذائي يعاني من نقص فيتامين (د).

هل نقص فيتامين (د) يؤدي للسرطان؟

واقترحت دراسات سابقة وجود صلة بين نقص فيتامين (د) وخطر الإصابة بالسرطان لدى البشر، على الرغم من أن الأدلة لم تكن قاطعة.

وللتحقق من ذلك، قام الباحثون بتحليل مجموعة بيانات من 1.5 مليون شخص في الدنمارك، والتي سلطت الضوء على وجود صلة بين انخفاض مستويات فيتامين (د) وارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.

كما أشار تحليل منفصل لمجموعة مرضى السرطان إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من فيتامين (د) كانوا أكثر عرضة للاستجابة بشكل جيد لعلاجات السرطان القائمة على المناعة.

بالرغم من وجود Bacteroides fragilis أيضًا في الميكروبيوم لدى البشر، فإن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم ما إذا كان فيتامين (د) يساعد في توفير بعض المقاومة المناعية للسرطان من خلال نفس الآلية.

وقال كايتانو ريس إي سوزا، رئيس مختبر علم الأحياء المناعي في كريك، وكبير المؤلفين: "ما أظهرناه هنا كان بمثابة مفاجأة - يمكن لفيتامين (د) تنظيم ميكروبيوم الأمعاء لصالح نوع من البكتيريا التي تمنح الفئران مناعة أفضل ضد السرطان".

وأضاف: "قد يكون هذا مهمًا في يوم من الأيام لعلاج السرطان لدى البشر، لكننا لا نعرف كيف ولماذا يكون لفيتامين (د) هذا التأثير عبر الميكروبيوم، وهناك حاجة إلى مزيد من العمل قبل أن نتمكن من القول بشكل قاطع أن تصحيح نقص فيتامين (د) له فوائد للسرطان في ما يخص الوقاية أو العلاج".

قال إيفانجيلوس جيامبازولياس، قائد مجموعة المراقبة المناعية للسرطان في معهد مانشستر لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "إن تحديد العوامل التي تميز الميكروبيوم الجيد عن الميكروبيوم السيئ يمثل تحديًا كبيرًا، وقد وجدنا أن فيتامين (د) يساعد بكتيريا الأمعاء على تحفيز مناعة السرطان، مما يحسن الاستجابة للعلاج المناعي لدى الفئران".

وأضاف: "السؤال الرئيسي الذي نحاول الإجابة عليه حاليًا هو كيف يدعم فيتامين (د) الميكروبيوم الجيد، وإذا تمكنا من الإجابة على هذا، فقد نكشف عن طرق جديدة يؤثر من خلالها الميكروبيوم على جهاز المناعة، مما قد يوفر إمكانيات مثيرة في الوقاية أو العلاج من السرطان".

قالت رومينا جولدسزميد، باحثة ستاتمان في مركز أبحاث السرطان التابع للمعهد الوطني للسرطان: "تساهم هذه النتائج في تنامي المعرفة حول دور الكائنات الحية الدقيقة في مناعة السرطان وإمكانية التدخلات الغذائية لتحسين هذه العلاقة لتحسين نتائج المرضى، ومع ذلك، هناك ما يبرر إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الآليات الأساسية بشكل كامل وكيف يمكن تسخيرها لتطوير استراتيجيات العلاج الشخصية".

وقال مدير معلومات الأبحاث في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، الدكتور نيشارنثي دوغان: "نحن نعلم أن نقص فيتامين (د) يمكن أن يسبب مشاكل صحية، ومع ذلك، لا توجد أدلة كافية لربط مستويات فيتامين (د) بمخاطر السرطان".

ويسعى الباحثون، إلى جانب تحليل البيانات السكانية الدنماركية، إلى معالجة فجوة الأدلة، وبينما تشير النتائج إلى وجود صلة محتملة بين فيتامين (د) والاستجابات المناعية للسرطان، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ذلك.