هل هناك صلة بين تغيرات الثدي وعدوى المسالك البولية؟
غالبًا ما يتم الحديث عن صحة المرأة من حيث الأحداث الكبرى التي تغير حياتها، مثل: الحمل وانقطاع الطمث.
وتؤكد دراسة جديدة أجراها مختبر كولد سبرينج هاربور (CSHL) على أهمية النظر في تأثير الأحداث اليومية على رفاهية المرأة.
وحسب موقع ميديكال إكسبريس، توصل باحثو مختبر كولد سبرينج هاربور إلى اكتشاف مفاجئ يتعلق ب التهاب المسالك البولية (UTIs).
ووجد العلماء أن عدوى المسالك البولية لدى الفئران يمكن أن تثير استجابة جسدية تؤدي إلى تغيرات هيكلية في أنسجة الثدي.
ومن اللافت للنظر أن هذه التغييرات يمكن عكسها بمجرد حل العدوى.
قاد الدراسة كاميلا دوس سانتوس، الأستاذة المشاركة في مختبر كولد سبرينج هاربور، وطالبي الدراسات العليا سامانثا هنري وستيفن لويس، وباحثة ما بعد الدكتوراه السابقة سامانثا سيريل.
وتظهر النتائج التي توصلوا إليها كيف يمكن للاضطرابات الموجودة في جميع أنحاء الجسم أن تؤثر على صحة الثدي.
تم نشر العمل في مجلة Nature Communications.
التهاب المسالك البولية عند السيدات
ستعاني أكثر من نصف النساء من التهاب المسالك البولية مرة واحدة على الأقل في حياتهن، لذا، فإن التداعيات المحتملة هنا كبيرة.
يقول دوس سانتوس: "إن عدوى المسالك البولية المتكررة والتي يصعب علاجها يمكن أن توفر فرصًا لنمو غير طبيعي لخلايا الثدي".
ويشير سيريل إلى أن تغيرات الثدي التي لاحظها الفريق في الفئران المصابة بعدوى المسالك البولية، وقال: "لم تكن ناجمة بشكل مباشر عن العدوى نفسها، بل كانت ناجمة عن استجابات الجسم".
كانت الاستجابات مدفوعة بشكل أساسي بجزيء يسمى TIMP1.
يوضح هنري: "يعمل هذا الجزيء على زيادة رواسب الكولاجين وتوسيع قنوات الحليب في أنسجة الثدي، ويلاحظ أيضا مثل هذه التغييرات أثناء الحمل".
أظهرت الفئران المصابة بالتهابات المسالك البولية (في الوسط) زيادة بنسبة 84% في محتوى الكولاجين في أنسجة الثدي، مقارنة بالمجموعة الضابطة (في اليسار).
تعتبر التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وانقطاع الطمث من العوامل المعروفة التي يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ويشير هذا البحث الجديد إلى أن الأطباء والعلماء بحاجة إلى التفكير على نطاق أوسع بشأن صحة الثدي.
يقول دوس سانتوس: "لقد فتح هذا برنامجًا بحثيًا جديدًا في مختبرنا". إنهم يبحثون الآن في كيفية تأثير التغييرات الأخرى التي تمر بها النساء في حياتهن بشكل غير متوقع على أنسجة الثدي".
ويشير لويس إلى أن "هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت التغيرات في الأنسجة التي لاحظناها تساهم في نمو الورم وانتشاره".
كما أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت عدوى المسالك البولية وغيرها من الالتهابات يمكن أن ترتبط بخطر الإصابة بسرطان الثدي لدى البشر.
إن توضيح هذه العلاقات من شأنه أن يساعد الأطباء على تقديم توصيات أكثر دقة فيما يتعلق بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي والفحص والوقاية.
علاوة على ذلك، فإنه من شأنه أن يمكن النساء من أن يصبحن مناصرات أقوى لصحتهن.