هل علاح سرطان الثدي بالكيماوي يؤدي إلى تسريع التدهور الجسدي لكبار السن؟
تشير دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن النساء اللاتي يبلغن من العمر 65 عامًا أو أكثر، ويعانين من سرطان الثدي عالي الخطورة ويعالجن بالعلاج الكيميائي، أكثر عرضة للإصابة بانخفاض كبير في الوظيفة البدنية.
وجدت الدراسة، التي نشرت في عدد خاص من مجلة Journal of Cancer Survivorship، أن أكثر من 30٪ من النساء الأكبر سنًا اللاتي أصبن بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة وخضعن للعلاج الكيميائي عانين من انخفاض كبير في قدرتهن على أداء المهام اليومية مثل المشي أو صعود السلالم مقارنة لأولئك الذين لم يتلقوا العلاج الكيميائي والنساء غير المصابات بالسرطان والذين كانوا في نفس العمر، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
هذه هي الدراسة الأولى التي تقارن التدهور الوظيفي لدى كبار السن المصابين بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة ويتلقون العلاج الكيميائي لمرضى سرطان الثدي الذين لم يتلقوا العلاج الكيميائي والنساء في نفس العمر غير المصابات بالسرطان.
وقال المؤلف الأول للدراسة الدكتور مينا سدراك: "لقد أظهرنا سابقًا أن العلاج الكيميائي يمكن أن يساهم في انخفاض الوظيفة الجسدية لدى الناجيات من سرطان الثدي، ولكن لم يكن من المفهوم تمامًا ما إذا كان الانخفاض مدفوعًا في المقام الأول بالسرطان أو العلاج الكيميائي أو كليهما".
وأضاف: "من المهم إجراء هذه المقارنة لتحديد ما إذا كان هذا الانخفاض يمثل تسارعًا في عملية الشيخوخة نفسها أم لا".
سرطان الثدي والشيخوخة
يمكن أن يؤدي سرطان الثدي، خاصة عند النساء الأكبر سنا، في كثير من الأحيان إلى شيخوخة أسرع وتراجع القدرات البدنية.
هذه الظاهرة، المعروفة باسم الشيخوخة المتسارعة، يمكن أن يكون لها تأثير على نوعية حياة الناس، واستقلالهم، وحتى طول حياتهم. ونظرًا للارتفاع المتوقع في عدد الناجيات الأكبر سنا من المصابات بسرطان الثدي ــ أكثر من 6 ملايين بحلول عام 2040 ــ فإن فهم آليات الشيخوخة المتسارعة وإيجاد سبل للوقاية منها أمر ضروري.
لفهم تأثير علاج سرطان الثدي على التراجع في الوظيفة البدنية المرتبط بالشيخوخة، أجرى الفريق دراسة استطلاعية متعددة المراكز قارنت التغيرات في الوظيفة البدنية مع مرور الوقت لدى النساء فوق سن 65.
وكان من بين المشاركين 444 امرأة في مرحلة مبكرة من المرض. سرطان الثدي يتلقين العلاج الكيميائي، 98 امرأة مصابة بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة لا يتلقين العلاج الكيميائي، و100 امرأة غير مصابة بالسرطان من نفس العمر.
خضع المشاركون لتقييمين، تضمن التقييم الأول استكمال الاستبيانات حول التركيبة السكانية والحالة الصحية وتقييم الشيخوخة.
بالنسبة للنساء المصابات بسرطان الثدي، تم جمع بيانات إضافية عن الخصائص الخاصة بالسرطان والمتعلقة بالعلاج من السجلات الطبية.
التقييم الثاني، الذي شمل جولة أخرى من تقييم الشيخوخة، حدث خلال 30 يومًا من انتهاء العلاج الكيميائي لمجموعة النساء اللاتي تلقين مجموعة العلاج الكيميائي أو في نقاط زمنية متطابقة للمجموعتين الأخريين.
وفي التحليل، وجد الباحثون أن 30% من كبار السن الذين تلقوا العلاج الكيميائي لسرطان الثدي عانوا من انخفاض كبير في الوظائف الجسدية، مقارنة بـ 8% من أولئك الذين لم يتلقوا العلاج الكيميائي و5% من أولئك الذين لا يعانون من السرطان.
ومن بين المشاركين الذين شهدوا انخفاضًا كبيرًا، كان النشاط الأكثر تأثرًا سلبًا هو صعود عدة سلالم (75.7%)، يليه المشي لمسافة ميل واحد (73.0%) والانخراط في نشاط معتدل (68.6%).
تشير هذه النتائج إلى أن الجمع بين سرطان الثدي عالي الخطورة، والذي يتضمن مراحل أعلى وخصائص جزيئية أقل ملاءمة، والعلاج الكيميائي يساهم في تسارع الانخفاض لدى كبار السن المصابين بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة.
وقال سيدراك: "تؤكد النتائج التي توصلنا إليها التأثير الذي يمكن أن يحدثه السرطان وعلاجه على الوظيفة البدنية لدى النساء الأكبر سنا، فالوظيفة البدنية ضرورية للحفاظ على الاستقلالية والتنقل ونوعية الحياة بشكل عام، ويجب أن يكون هناك جهد أكثر إلحاحًا لتطوير التدخلات لتطوير استراتيجيات للحفاظ على الوظيفة البدنية للنساء، قبل وأثناء وبعد علاج السرطان".
يركز الفريق الآن على فهم الآليات البيولوجية الكامنة وراء التفاعل بين علاج السرطان وعمليات الشيخوخة الأساسية. إنهم يبحثون على وجه التحديد في الشيخوخة الخلوية ويحددون الآليات التي يمكن أن تستهدفها الأدوية لعكس هذه العمليات.