الفيروسات تحمل أملا كبيرا في قتل خلايا السرطان.. كيف هذا؟
في إطار البحث العالمي عن علاج وعلاجات للسرطان، اكتشف باحثون أن الفيروسات ذاتها التي نحاول حماية أنفسنا منها هي التي تحمل وعدًا كبيرًا في مكافحة المرض الفتاك.
تتم دراسة مسببات الأمراض، تلك الجراثيم التي تصيبنا وتمرضنا بشكل روتيني، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا، في المختبرات في جميع أنحاء العالم لمعرفة ما إذا كان من الممكن استخدامها بأمان وفعالية لمهاجمة الخلايا السرطانية وقتلها.
إنها ليست نظرية جديدة، ولكنها نظرية أظهرت نجاحًا كبيرًا حيث يتم استكشافها لمجموعة من الفيروسات وأشكال السرطان، وفق ما أكده موقع ميديكال إكسبريس.
هندسة الفيروس لمكافحة السرطان
وقال الدكتور شاشي جوجار، الباحث في مجال السرطان والأستاذ في جامعة هارفارد: "نحن نعلم أنه يمكننا هندسة أي فيروس تقريبًا للقيام بذلك لأنه طالما أن الفيروس آمن ولا يسبب أي مرض، فيمكننا هندسته لاستخدامه كعلاج للسرطان".
وأوضح: "إنها تقنية مذهلة ولديها الكثير من الإمكانات، ومع ذلك، نحن بحاجة للتأكد من أن هذه التكنولوجيا يتم تطويرها وفقًا لمعايير صارمة على المستوى العالمي، وهذا سيضمن تطوير هذا الدواء المذهل المضاد للسرطان بطريقة مناسبة ووصوله إلى السوق ومرضى السرطان بشكل أسرع".
ولتحقيق هذه الغاية، قرر الدكتور جوجار وزملاؤه حول العالم الذين يقودون استكشاف هذه التكنولوجيا الناشئة أنه من المهم وجود دليل إرشادي يتضمن معايير حول تطوير واستخدام الفيروسات لمكافحة السرطان، والمعروفة باسم الفيروسات الحالة للسرطان (OVs).
أصدر الدكتور جوجار، إلى جانب الباحثين الدكتور جيدو كرومر من مركز أبحاث الكورديليرز في باريس والدكتور جون بيل من جامعة أوتاوا، ورقة بحثية في مجلة Nature Protocols، والتي تقدم إرشادات موحدة حول تصميم OV، الإنتاج والاختبار في العلاج المناعي للسرطان، وهو نوع من علاج السرطان يساعد جهاز المناعة في الجسم على مكافحة السرطان.
تحويل الفيروس إلى علاج
تصف الورقة OVs بأنها فئة جديدة من عوامل العلاج المناعي للسرطان التي تصيب الخلايا السرطانية وتدمرها، بينما توفر أيضًا فائدة ثانوية تتمثل في تعزيز المناعة الوقائية المضادة للأورام.
يقول الدكتور جوجار: "تم تصميم جهاز المناعة لدينا للتعرف على التهديدات بطريقة محددة للغاية، عندما نصاب بفيروس أو بكتيريا، يمكن لجهاز المناعة لدينا أن يتعرف عليها على الفور على أنها غريبة ويقوم باستجابة مناعية فعالة للقضاء عليها".
ومع ذلك، فإن السرطان، كونه غير أجنبي، يمكن أن يخدع الجسم لأنه يمتلك خصائص مشابهة للخلايا السليمة، وهذا يجعل الجهاز المناعي يعتقد أنه ليس هناك ما يحتاج إلى القيام به، مما يسمح للسرطان بالاختباء والانتشار.
لذا، منذ عقود مضت، بدأ العلماء يتساءلون عما إذا كان من الممكن استخدام الفيروسات، التي يتم القضاء عليها عن طريق الاستجابة المناعية الفعالة، لاستهداف الخلايا السرطانية.
لقد رأوا أن بعض مرضى السرطان الذين أصيبوا بالعدوى أفادوا في الواقع أن خلاياهم السرطانية قد انخفضت أو اختفت.
في الآونة الأخيرة، أشارت الدراسات إلى أن مرضى السرطان الذين أصيبوا بكوفيد-19 شهدوا تراجعًا في إصابتهم بالسرطان بعد تعافيهم من عدوى كوفيد-19.
يقول الدكتور جوجار: "هذا ما تفعله هذه الفيروسات، فهي تجذب انتباه جهازك المناعي وتدفعه إلى مهاجمة السرطان".
وأضاف: "إنه تقريبًا ما يعادل التطعيم غير المباشر لشخص ما".
من الاختبار إلى العلاج
قبل أن يتم استخدام الـ OVs في العلاج، يجب اختبارها للتأكد من أنها لا تسبب المرض وتستهدف الخلايا السرطانية فقط.
وقد وافقت الولايات المتحدة والصين وأوروبا واليابان حتى الآن على تقنية OV، والتي تم استخدامها بنجاح في علاج العديد من أنواع السرطان، مثل سرطان الجلد.
الفيروسات التي يتم النظر فيها أو الموافقة عليها لعلاج السرطان تشمل الهربس البسيط، والفيروسات الرجعية، والحصبة، والفيروسات الغدانية.
لم توافق كندا بعد على استخدامه، لكنها في طليعة أبحاث OV ولديها بعض أكبر المعامل في العالم التي تركز على تطويره.