الكشف عن تغيرات الأذين الأيمن في أمراض القلب والأوعية الدموية
أمراض القلب والأوعية الدموية لها آثار عميقة على بنية ووظيفة القلب، وفي حين ركزت الأبحاث السابقة على البطين الأيسر والشرايين التاجية، إلا أن تأثر الأذين الأيمن لا يزال غير مستكشف إلى حد كبير.
الأذين الأيمن
يعمل الأذين الأيمن كمدخل إلى القلب، حيث يدفع الدم نحو البطين الأيمن والرئتين، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.
كما يضم الأذين الأيمن جهاز تنظيم ضربات القلب، العقدة الجيبية الأذينية، التي تبدأ وتحافظ على ضربات القلب.
لهذا السبب، قد يكون لإعادة التشكيل المرضي للموقع عواقب وخيمة، بما في ذلك خلل في العقدة الجيبية وعدم انتظام ضربات القلب، أو زيادة خطر الإصابة بقصور القلب والموت المفاجئ.
تتكون الأوعية الدموية الدقيقة من أوعية صغيرة تعمل، كشبكة، على تنظيم تروية الدم وإجراء التبادل بين الدم والأنسجة.
أشارت العديد من الدراسات إلى أن الخلل الوظيفي في هذه الأوعية الدموية الدقيقة هو عامل أساسي في أمراض القلب والأوعية الدموية الكبرى وله ارتباط بمرض أكثر تقدمًا ونتائج مرضية أسوأ.
ومع ذلك، فإن الافتقار إلى الأدوات اللازمة لدراسة التغيرات الخلوية والجزيئية في الأوعية الدموية الدقيقة قد ترك الآليات غير مستكشفة في الأمراض التي تصيب الإنسان.
في جهد رائد نُشر في مجلة Cell Reports Medicine، قام فريق من الباحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وكلية الطب بجامعة هارفارد، وجامعة توركو، وجامعة شرق فنلندا، بتطوير طرق لدراسة تغيرات التعبير الجيني في الأوعية الدموية الدقيقة والخلايا والأنسجة المحيطة بها بدقة الخلية الواحدة وتحت الخلوية.
هذه الأساليب قابلة للتطبيق خارج أنسجة القلب وأمراض القلب، مما يوفر فائدة أوسع لهم.
حددت الدراسة التغيرات الميكانيكية عبر عينات أنسجة الأذين الأيمن التي تم جمعها خلال جراحات القلب المفتوح في دراستين مستقبليتين في مستشفيات جامعة كوبيو وتوركو، وشملت المرضى الذين يعانون من مرض القلب الإقفاري، واحتشاء عضلة القلب، وكل من قصور القلب الإقفاري وغير الإقفاري، وذلك باستخدام المرضى الذين يعانون من مرض الصمامات بدون أعراض كمجموعة السيطرة.
سلطت نتائج الدراسة الضوء على إعادة البرمجة الأيضية، واختلال وظائف الأوعية الدموية الدقيقة، ووجود جزيئات مؤيدة للالتهابات في نسيج الأذين الأيمن، ربما بسبب الاستجابة الالتهابية الجهازية التي قد تبدأ وتعزز التغيرات المرضية في الأنسجة المستهدفة.
حدد التحليل الإضافي العديد من الجزيئات العلاجية المستهدفة المحتملة، مثل IL-1β وIL-6، والتي يمكن أن يؤدي تثبيطها إلى تخفيف الالتهاب ومنع إعادة تشكيل القلب والأوعية الدموية الشديدة التي تحدث أثناء تطور المرض.
وقال مدير الدراسة، سوفي لينا-كوسمانين: "تؤكد هذه النتائج على أهمية فحص جميع أجزاء القلب ذات الصلة وظيفيًا لفهم الآليات التي تعزز أمراض القلب والأوعية الدموية الحادة بشكل كامل، كما أن توسيع نطاق تركيز أبحاث القلب والأوعية الدموية إلى ما هو أبعد من المواقع المعروفة مثل لويحات تصلب الشرايين والبطين الأيسر يمكن أن يكشف عن دوافع مهمة لمرض القلب والأوعية الدموية".
ومن خلال تشريح تغيرات التعبير الجيني في الأذين الأيمن، توفر الدراسة لمحة سريعة عن الآليات الجزيئية الكامنة وراء أمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية.
يمكن لهذه الأفكار أن تمهد الطريق لعلاجات جديدة وإجراءات وقائية تهدف إلى عدم انتظام ضربات القلب، وقصور القلب، والموت المفاجئ.