هل يمكن أن يؤدي الحليب إلى ارتجاع المريء؟
يعد ارتجاع المريء أحد أكثر مشاكل الجهاز الهضمي شيوعًا التي يواجهها الناس في الوقت الحاضر، من تناول الأطعمة الزيتية والمقلية إلى السمنة، يمكن أن تؤدي العديد من الأسباب إلى ارتجاع المريء
يعتقد الكثيرون أن الحليب قد يوفر الراحة إذا كان الشخص يعاني من ارتجاع حمض المعدة أو حرقة المعدة. ومع ذلك، قد لا يكون حلا دائما.
في الواقع، في بعض الحالات، قد يؤدي الحليب إلى ظهور أعراض ارتجاع المريء، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
ما هو ارتجاع المريء؟
يحدث الارتجاع الحمضي، أو الحموضة، عندما يتدفق حمض المعدة مرة أخرى إلى المريء، مما يسبب إحساسًا بالحرقة في الصدر ينتقل إلى الرقبة والحلق، والمعروف باسم حرقة المعدة.
في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي ارتجاع المريء المتكرر أو المستمر إلى مرض الجزر المعدي المريئي (GERD)، وهو شكل أكثر خطورة واستمرارًا للحالة.
تشمل مسبباته الشائعة بعض الأطعمة (مثل الأطعمة الزيتية أو المقلية، والأطعمة الغنية بالدهون، والجبن، والحليب كامل الدسم، والزبدة، وما إلى ذلك)، والمشروبات (الكافيين)، والإجهاد، والاستلقاء بعد الوجبات.
هل يمكن أن يسبب الحليب ارتجاع المريء؟
يمكن أن تنجم الحموضة أو ارتجاع المريء عن أسباب مختلفة، بما في ذلك النظام الغذائي ونمط الحياة والإجهاد وبعض الحالات الطبية.
في حين أن هناك العديد من العلاجات المنزلية التي قد تجدها لتخفيف الحموضة، فإن الحليب هو أحد العلاجات الأكثر شيوعًا المستخدمة لعلاج ارتجاع المريء.
قالت أخصائية التغذية الدكتورة روهيني باتيل، إن يمكن للحليب أن يخفف حمض المعدة بشكل مؤقت، مما يوفر راحة قصيرة المدى من الحموضة. ومع ذلك، فإن آثاره على المدى الطويل قد تختلف.
وفقا للمبادئ التوجيهية السريرية للكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، فإن تشخيص وإدارة مرض الجزر المعدي المريئي (GRED) لا تدرج منتجات الألبان كسبب للحموضة وحرقة المعدة.
ومع ذلك، فإن منتجات الألبان عالية الدسم، مثل الحليب كامل الدسم والزبادي، يمكن أن تؤدي إلى حرقة المعدة. في الواقع، وجدت دراسة أخرى أجراها المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى عام 2022، أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون قد يؤدي إلى ارتجاع الحمض أو تفاقمه.
العلاقة بين الحليب والحموضة
السبب الذي يجعل الحليب يسبب الحموضة يكمن في تركيبته حيث تؤدي الدهون الموجودة في الحليب إلى استرخاء العضلة العاصرة للمريء السفلية (LES)، مما يسمح لحمض المعدة بالارتفاع إلى المريء مما يؤدي إلى تفاقم أعراض ارتجاع الحمض.
علاوة على ذلك، يمكن لبروتينات الحليب أن تحفز إنتاج هرمون الغاسترين، وهو الهرمون الذي يزيد من إفراز حمض المعدة.
في حين أن الحليب قد يوفر راحة فورية للبعض، إلا أنه قد يؤدي إلى زيادة الحموضة والارتجاع لدى البعض الآخر، خاصة عند تناوله بكميات كبيرة أو كجزء من نظام غذائي غني بالدهون.