هل يرتبط التدخين بالتدهور المعرفي لدى كبار السن؟
قد يكون التدخين من بين أهم عوامل نمط الحياة التي تؤثر على مدى سرعة تراجع مهاراتنا المعرفية مع تقدمنا في العمر، حسبما تشير دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا.
وحللت الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Communications، بيانات من 32000 بالغ تتراوح أعمارهم بين 50 عامًا أو أكثر من 14 دولة أوروبية استجابوا للاستطلاعات على مدى 10 سنوات.
قام الباحثون بالتحقيق في كيفية اختلاف معدلات التدهور المعرفي بين كبار السن الأصحاء معرفيًا والذين لديهم مجموعات مختلفة من السلوكيات المرتبطة بالصحة، بما في ذلك التدخين والنشاط البدني والاتصال الاجتماعي، وفق ما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.
تم تقييم الوظيفة الإدراكية وفقًا لأداء المشاركين في اختبارات الذاكرة والطلاقة اللفظية.
تم تجميع المشاركين في أنماط الحياة بناءً على ما إذا كانوا مدخنين أم لا، وما إذا كانوا يقومون بنشاط بدني معتدل أو قوي مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وما إذا كانوا يرون الأصدقاء والعائلة أسبوعيًا على الأقل.
ووجد الباحثون أن التدهور المعرفي كان أسرع في أنماط الحياة التي تشمل التدخين، في حين كان التدهور المعرفي مماثلا بشكل عام لجميع أنماط الحياة غير المدخنين.
أظهرت أنماط الحياة المدخنة انخفاضًا في الدرجات المعرفية بنسبة تصل إلى 85% على مدى 10 سنوات مقارنة بأنماط الحياة غير المدخنين.
وكان الاستثناء هو المدخنين الذين كان لديهم أسلوب حياة صحي في جميع المجالات الأخرى، أي أنهم مارسوا التمارين الرياضية بانتظام، وتواصلوا اجتماعيًا بانتظام، وكان لدى هذه المجموعة معدل من التدهور المعرفي مماثل لغير المدخنين.
التدخين والشيخوخة المعرفية
وقالت المؤلفة الرئيسية الدكتورة ميكايلا بلومبرج: "دراستنا قائمة على الملاحظة، لذلك لا يمكن تحديد السبب والنتيجة بشكل قاطع، ولكنها تشير إلى أن التدخين قد يكون عاملًا مهمًا بشكل خاص في التأثير على معدل الشيخوخة المعرفية".
وأضافت: "تشير الأدلة السابقة إلى أن الأفراد الذين ينخرطون في سلوكيات أكثر صحية لديهم تدهور إدراكي أبطأ؛ ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كانت جميع السلوكيات ساهمت بالتساوي في التدهور المعرفي، أو ما إذا كانت هناك سلوكيات محددة تؤدي إلى هذه النتائج".
وأضافت: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه من بين السلوكيات الصحية التي فحصناها، قد يكون عدم التدخين من بين السلوكيات الأكثر أهمية من حيث الحفاظ على الوظيفة الإدراكية".
وقالت: "بالنسبة للأشخاص غير القادرين على التوقف عن التدخين، تشير نتائجنا إلى أن الانخراط في سلوكيات صحية أخرى مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والنشاط الاجتماعي قد يساعد في تعويض الآثار المعرفية الضارة المرتبطة بالتدخين".
وأخذ الباحثون في الاعتبار مجموعة من العوامل التي ربما أثرت على النتائج، بما في ذلك العمر والجنس والبلد والتعليم والثروة والحالات المزمنة.