الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف تختلف العناصر الغذائية التي تحفز الأنسولين من شخص لآخر؟

الإثنين 08/يوليو/2024 - 05:00 ص
الأنسولين
الأنسولين


عندما يتعلق الأمر بإدارة مستويات السكر في الدم، يفكر معظم الناس في حساب الكربوهيدرات، لكن بحثا جديدا يظهر أنه بالنسبة لبعض الناس، قد يكون من المهم مراعاة البروتينات والدهون في نظامهم الغذائي.

الدراسة، التي أجراها باحثون بجامعة كولومبيا البريطانية، ونشرت في مجلة Cell Metabolism، هي أول مقارنة واسعة النطاق لكيفية إنتاج الأشخاص المختلفين للأنسولين استجابة لكل من العناصر الغذائية الكبرى الثلاثة: الكربوهيدرات (الجلوكوز)، والبروتينات (الأحماض الأمينية)، والدهون (الأحماض الدهنية).

وحسب ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، تكشف النتائج أن إنتاج هرمون الأنسولين الذي ينظم نسبة السكر في الدم هو أكثر ديناميكية وفردية مما كان يعتقد سابقا، في حين تظهر لأول مرة مجموعة فرعية من السكان الذين لديهم حساسية مفرطة للأطعمة الدهنية.

الجلوكوز محرك الأنسولين

وقال الدكتور جيمس جونسون، أستاذ العلوم الخلوية والفسيولوجية في جامعة كولومبيا البريطانية، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "الجلوكوز هو المحرك المعروف للأنسولين، ولكننا فوجئنا برؤية مثل هذا التباين العالي، حيث أظهر بعض الأفراد استجابة قوية للبروتينات، والبعض الآخر للدهون، وهو ما لم يتم وصفه من قبل".

وأضاف: "يلعب الأنسولين دورًا رئيسيًا في صحة الإنسان، في كل شيء بدءًا من مرض السكري، حيث يكون منخفضًا جدًا، إلى السمنة وزيادة الوزن وحتى بعض أشكال السرطان، حيث يكون مرتفعًا جدًا. تضع هذه النتائج الأساس للتغذية الشخصية التي يمكن أن تحول كيفية علاجنا وإدارة مجموعة من الحالات".

وفي إطار الدراسة، أجرى الباحثون اختبارات على جزر البنكرياس من 140 متبرعًا متوفين من الذكور والإناث من مختلف الأعمار. وتعرضت الجزر لكل من العناصر الغذائية الثلاثة الكبرى، في حين قام الباحثون بقياس استجابة الأنسولين إلى جانب 8000 بروتين آخر.

على الرغم من أن خلايا جزر البنكرياس لدى معظم المتبرعين أظهرت أقوى استجابة للأنسولين للكربوهيدرات، إلا أن نحو 9% منها استجابت بقوة للبروتينات، في حين كانت 8% أخرى من خلايا المتبرع أكثر استجابة للدهون من أي عنصر غذائي آخر - حتى الجلوكوز.

تقول الدكتورة جيلينا كوليك، الباحثة المشاركة في مختبر جونسون بجامعة كولومبيا البريطانية، والمؤلفة الأولى للدراسة: "يتحدى هذا البحث الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن الدهون لها تأثيرات ضئيلة على إطلاق الأنسولين لدى الجميع، ومع فهم أفضل للعوامل الفردية المحفزة لإنتاج الأنسولين لدى كل شخص، يمكننا تقديم إرشادات غذائية مخصصة من شأنها أن تساعد الأشخاص على إدارة مستويات السكر في الدم والأنسولين بشكل أفضل".

كما قام فريق البحث بفحص مجموعة فرعية من خلايا الجزر من متبرعين مصابين بمرض السكري من النوع 2.

وكما كان متوقعًا، كانت استجابة الأنسولين للجلوكوز لدى هذه الخلايا المتبرع بها منخفضة.

ومع ذلك، فوجئ الباحثون برؤية أن استجابة الأنسولين للبروتينات ظلت سليمة إلى حد كبير.

وقال الدكتور كوليك: "هذا يعزز بالفعل من صحة فرضية أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين قد يكون لها فوائد علاجية للمرضى المصابين بداء السكري من النوع 2، ويسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث في إفراز الأنسولين المحفز بالبروتين".

أجرى الفريق تحليلًا شاملًا للبروتينات والتعبير الجيني على خلايا جزر البنكرياس، مما يوفر رؤى حول الخصائص الجزيئية والخلوية التي تشكل إنتاج الأنسولين.

في المستقبل، يقول الباحثون أنه قد يكون من الممكن استخدام الاختبارات الجينية لتحديد العناصر الغذائية الكبرى التي من المرجح أن تؤدي إلى تحفيز استجابة الأنسولين لدى الشخص.

وكخطوة تالية، يأمل الباحثون في توسيع نطاق عملهم ليشمل الدراسات السريرية التي من شأنها اختبار استجابة الأنسولين لثلاثي العناصر الغذائية الكبرى في بيئة العالم الحقيقي، والبدء في تطوير نهج التغذية الشخصية على أساس النتائج.