تحديد مؤشرات حيوية جديدة لـ الزهايمر.. هل تساعد في التنبؤ بالمرض؟
أتاحت التطورات الحديثة في دراسة البروتينات فرصًا جديدة لتحديد العلامات البيولوجية لأمراض معينة أو اضطرابات عقلية، وهذا بدوره يمكن أن يفيد في الوقاية من هذه الحالات الطبية وتشخيصها وعلاجها.
بدأ الباحثون في جامعة فودان مؤخرًا في فحص البروتينات الموجودة في السائل النخاعي (CSF) للأفراد المصابين بمرض الزهايمر (AD) وغير المصابين به.
وبحسب ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، كشفت نتائج تحليلاتهم وتجاربهم، الموضحة في ورقة بحثية نشرت في مجلة Nature Human Behavior، عن بروتينات محددة في السائل الدماغي الشوكي يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات حيوية للمرض.
التنبؤ بمرض الزهايمر
وقال جينتاي يو ويو جو، المؤلفان المشاركان في الورقة، لـ Medical Xpress: "إن بحثنا الأخير خرج من الحاجة الملحة لتعزيز التشخيص المبكر والتنبؤ بمرض الزهايمر، وقد استلهمت هذه الدراسة من الفهم المتزايد بأن مرض الزهايمر له فسيولوجيا مرضية معقدة ومتعددة الأوجه والتي تفشل طرق التشخيص الحالية في فهمها بشكل شامل".
كان الهدف الأساسي للدراسة الأخيرة التي أجراها يو وجو وزملاؤهما هو تحديد مؤشرات حيوية محددة في السائل الدماغي الشوكي البشري والتي يمكن أن تساعد في اكتشاف مرض الزهايمر بدقة والتنبؤ بتطوره.
لتحقيق ذلك، قام الباحثون بتحليل عينات السائل الدماغي الشوكي المستخرجة من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الزهايمر، والذين كانوا في مراحل مختلفة من المرض، بالإضافة إلى عينات من أفراد طبيعيين إدراكيًا.
وقال يو وجو: "لقد استخدمنا البروتينات المتعددة، وهي طريقة متطورة تسمح بالقياس المتزامن لبروتينات متعددة داخل العينة".
وأضاف: "تتضمن هذه التقنية قياس الطيف الكتلي، وهو حساس للغاية وقادر على اكتشاف التغيرات الدقيقة في مستويات البروتين."
كشفت التحليلات التي أجراها يو وجو وزملاؤهما عن البروتينات المرتبطة بالأمراض الأساسية لمرض الزهايمر، مع تحديد البروتينات التي يمكن أن تشير إلى الالتهاب وتلف الخلايا العصبية وغيرها من الاضطرابات في العمليات الفسيولوجية البشرية.
ومن خلال مقارنة الملامح البروتينية للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الزهايمر مع تلك الخاصة بأفراد المجموعة الضابطة، اكتشفوا مؤشرات حيوية جديدة يمكن أن تساعد في تشخيص وتقدير تطور مرض الزهايمر.
وقال يو وجو: "إن أبرز النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة هو تحديد العلامة الحيوية الجديدة CSF YWHAG".
ولتقييم فعالية المؤشرات الحيوية التي حددوها، أجرى الباحثون دراسة متابعة أخرى على مجموعة مستقلة وخارجية من المرضى. أثبتت نتائج هذه الدراسة قوة المؤشرات الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، باستخدام بيانات التشريح، أظهر الباحثون أن المؤشرات الحيوية التي حددوها يمكن أن تساعد في التمييز بين العينات المستخرجة من الأفراد المتوفين المصابين بمرض الزهايمر وتلك المستخرجة من الآخرين الذين لم يتلقوا تشخيص مرض الزهايمر مطلقًا، مما يتفوق على المؤشرات الحيوية الموجودة المستخدمة لتشخيص المرض.
وقال يو وجو: "إن المؤشرات الحيوية المكتشفة تنبأت أيضًا بشكل فعال بالتطور السريري لمرض الخرف المرتبط بمرض الزهايمر، وارتبطت بقوة بالمؤشرات الحيوية الأساسية لمرض الزهايمر والتدهور المعرفي".
وأضاف: "إن الفهم الأفضل للأنواع الفرعية الجزيئية المختلفة لمرض الزهايمر قد يؤدي إلى أساليب علاجية محسنة، تستهدف عمليات مرضية محددة لدى المرضى الأفراد".
وباستخدام تقنيات متطورة لتحليل البروتينات، تمكن الباحثون من الكشف عن التغيرات الجزيئية المرتبطة بمرض الزهايمر، والتي وجد أنها هدف تشخيصي واعد للغاية.
في المستقبل، يمكن لهذه الدراسة أن تساعد في تطوير أدوات عالية الدقة لتشخيص مرض الزهايمر بدقة، بالإضافة إلى التدخلات العلاجية المبكرة المستهدفة.