الأحد 08 سبتمبر 2024 الموافق 05 ربيع الأول 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف تدعم البكتيريا شفاء الجروح المزمنة الناتجة عن مرض السكري؟

السبت 27/يوليو/2024 - 09:30 ص
 مرض السكري
مرض السكري


هناك العديد من الأسباب المهمة للحفاظ على نظافة الجروح والقروح، لكن أبحاثا جديدة تظهر أن بكتيريا معينة، يمكن أن تسهل شفاء الجروح التي يصعب علاجها للمصابين بمرض السكري.

أجرت هذه الأبحاث كلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا، وقد أظهرت أن بكتيريا تسمى Alcaligenes faecalis (A. faecalis)، لها دور في تسهيل شفاء جروح مرضى السكري.

بكتيريا مفيدة

في حين أن هناك العديد من الدراسات التي أجريت على البكتيريا الضارة المحتملة في الجروح، اكتشف الباحثون أن بكتيريا A. faecalis، وهي بكتيريا موجودة في العديد من أنواع الجروح المزمنة، تعزز في الواقع شفاء جروح مرضى السكري، وفق ما أكده موقع ميديكال إكسبريس.

ووجد الباحثون أن البكتيريا المفيدة يمكن أن تعزز حركات خلايا الجلد الضرورية لإغلاق الجرح عن طريق تثبيط الإنزيمات التي يتم إنتاجها بشكل مفرط لدى مرضى السكري.

تم نشر النتائج في مجلة Science Advances، بقيادة الدكتورة إليزابيث جريس من جامعة بنسلفانيا، وساندرا جيه لازاروس في طب الأمراض الجلدية، وإلين ك. وايت، الحاصلة على دكتوراه في الطب.

يقول الفريق إن الكشف عن الآليات الكامنة وراء كيفية تعزيز الطفيليات البرازية للشفاء يمكن أن يساعد العلماء على إيجاد علاجات جديدة لجروح مرضى السكري.

قال الدكتور جريس: "يعتمد هذا البحث بشكل كبير على أبحاثنا السابقة حيث قمنا بتوصيف البكتيريا الموجودة في قرح القدم السكرية بمرور الوقت ودرسنا كيفية تأثير هذه البكتيريا على نتائج الشفاء".

وأضاف: "لم نتوقع أن نجد أن البكتيريا ستكون قادرة على تعزيز الشفاء، ولكن هذا الاكتشاف المفاجئ حفزنا على إجراء المزيد من الدراسات على A. faecalis".

ما هي الجروح المزمنة؟

الجروح المزمنة، والتي تصنف على شكل تقرحات أو جروح أو تمزقات لا تلتئم أو تشفى ببطء شديد، شائعة لدى مرضى السكري.

يمكن أن تكون الجروح المزمنة مؤلمة، وتجعل الأفراد عرضة لمزيد من العدوى، وترتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات.

هناك حاجة إلى علاجات جديدة لعلاج هذه الجروح المنهكة، ولكن لم تكن هناك العديد من التطورات العلاجية الجديدة التي تشمل الاستئصال الجراحي للأنسجة الميتة والضمادات.

لفهم كيفية تأثير الطفيليات البرازية على شفاء مرضى السكري، أجرى الباحثون عدة أنواع من الاختبارات على الفئران المصابة بالسكري، وخلايا الجلد، وعينات الجلد البشرية المصابة بالسكري.

أولًا، وجدوا أن استخدام الطفيليات البرازية لتطعيم الفئران المصابة بداء السكري، والتي لديها عيوب في التئام الجروح، أدى إلى تسريع شفاء الجروح دون أي علامات للعدوى.

بعد ذلك، اكتشفوا أن إدخال الطفيليات البرازية إلى الجروح يتسبب في تكاثر الخلايا الكيراتينية، وهي نوع خلايا التئام الجروح السائدة في البشرة، وهجرتها لإغلاق الجرح أكثر من الخلايا غير المعالجة.

بالإضافة إلى ذلك، تم زراعة عينات الجلد المأخوذة من أفراد مصابين بداء السكري باستخدام بكتيريا A. faecalis، وبعد 10 أيام، أظهرت العينات التي تحتوي على البكتيريا نموًا أكبر للخلايا الكيراتينية بشكل ملحوظ إحصائيًا.

ومن هناك، رأى الباحثون أن جروح الفئران المصابة بالسكري، والتي عولجت بالبكتيريا البرازية، أظهرت جينات مرتبطة بتنشيط كريات الدم البيضاء، بما في ذلك الخلايا التائية التي تعتبر حيوية في دفاع الجهاز المناعي، كما أنه يقلل من تنظيم الجينات المسؤولة عن انهيار الكولاجين، وخاصة الإنزيمات التي تسمى البروتينات المعدنية المصفوفة (MMPs).

الأهم من ذلك، أن هناك عددًا كبيرًا جدًا من MMPs لدى مرضى السكري وقد ثبت أنها تمنع التئام الجروح بشكل صحيح.

ركزت الدراسة بشكل خاص على MMP-10 الذي يتم التعبير عنه بواسطة الخلايا الكيراتينية، وتم تخفيضه في الجروح المعالجة بـ A. faecalis.

وقال وايت: "إن MMPs هي إنزيمات ضرورية تعمل على تحطيم الروابط بين الخلايا للسماح للخلايا بالتحرك، ولكن في المرضى الذين يعانون من مرض السكري، من المعروف أن MMPs موجودة بمستويات أعلى بكثير".

وأضاف: "تُظهر النتائج التي توصلنا إليها أن A. faecalis تعيد توازن تعبير MMP في الجروح، مما يسمح بإغلاق الجرح بشكل أسرع، ونأمل في الدراسات المستقبلية أن نتعلم المزيد عن كيفية تواصل البكتيريا مع خلايا الجلد، وكذلك كيف تتفاعل A. faecalis مع البكتيريا الأخرى في جرح".

يكشف هذا البحث الجديد المجالات التي يمكن للعلماء فيها استكشاف العلاجات المحتملة، من خلال التركيز ليس فقط على الميكروبات المشاركة في عملية الشفاء والجروح المزمنة، ولكن أيضًا على تفاعلاتها المحددة، يمكن للعلماء محاولة تطوير المزيد من الخيارات للعناية بالجروح".

وقال جريس: "إن علاجات الجروح القائمة على البكتيريا هي حدود جديدة ومثيرة".

وأضاف: "هناك العديد من الطرق المختلفة للاستفادة من النتائج التي توصلنا إليها والعمل المستقبلي على ميكروبيوم الجرح. قد يكون من الممكن عزل الجزيئات المساعدة على الشفاء التي تفرزها البرازية البرازية أو استهداف المسارات التي تقع أسفل تأثيرات البكتيريا".