عقار لإنقاص الوزن قد يبطئ مرض الزهايمر.. كيف يحدث هذا؟
تبين أن أحد الأدوية الموصوفة لمرض السكري وفقدان الوزن، يقلل من انكماش الدماغ لدى مرضى الزهايمر بنسبة 50% تقريبًا.
الدواء المسمى ليراجلوتايد، هو أحد منبهات مستقبلات الببتيد الشبيهة بالجلوكاجون (GLP-1) والتي تتضمن أيضًا سيماجلوتيد - المعروف باسم Wegovy أو Ozempic - المرخصين لإدارة الوزن الزائد والسمنة ولمرض السكري من النوع 2.
ومع ذلك، يكتشف العلماء تطبيقات أخرى لهذه الأدوية تتجاوز غرضها الأصلي.
انخفاض ملحوظ في تدهور الدماغ
وفي دراسة شملت 200 مريض مصاب بمرض الزهايمر، بقيادة البروفيسور بول إديسون في إمبريال كوليدج لندن، أظهرت أدمغة المرضى الذين تناولوا الليراجلوتيد انخفاضًا ملحوظًا في الانكماش وانخفاضًا في التدهور المعرفي مقارنة بالمرضى الذين تناولوا دواءً وهميًا، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
وقد شوهد الانكماش من خلال تصوير الدماغ للفص الجبهي والزماني والجداري والمادة الرمادية الكلية للدماغ. هذه هي الأجزاء التي تتحكم في الذاكرة والتعلم واللغة وصنع القرار، وجميعها وظائف حيوية غالبًا ما تتأثر بمرض الزهايمر.
يشير البحث الجديد، الذي تم تقديمه في المؤتمر الدولي لجمعية الزهايمر ( AAIC 2024 ) في فيلادلفيا والذي لم تتم مراجعته بعد، إلى أن الليراجلوتيد قد يحمي أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر الخفيف ويقلل من التدهور المعرفي بنسبة تصل إلى 18٪ بعد سنة واحدة من العلاج.
ويقول الباحثون إنه على الرغم من أنه ليس من الواضح بالضبط كيفية عمل الليراجلوتيد على الدماغ، إلا أنهم يعتقدون أن تأثيره الوقائي يرجع إلى قدرة الدواء على التأثير على عمليات متعددة تحدث في الدماغ مثل الالتهاب، وتراكم بروتين تاو، ومقاومة الأنسولين والأميلويد الذي يؤدي إلى إلى تباطؤ انخفاض حجم الدماغ. قد يكون هذا مشابهًا للستاتينات التي تحمي القلب عن طريق خفض مستويات الكوليسترول.
وقال البروفيسور بول إديسون، أستاذ علم الأعصاب في قسم علوم الدماغ في جامعة إمبريال: "نعتقد أن الليراجلوتيد يحمي الدماغ ربما عن طريق تقليل الالتهاب، وخفض مقاومة الأنسولين والتأثيرات السامة للمؤشرات الحيوية لمرض الزهايمر أو تحسين كيفية تواصل الخلايا العصبية في الدماغ".
تقليل انكماش الدماغ
يعد فقدان حجم الدماغ علامة شائعة لمرض الزهايمر. ومع تقدم المرض وانتشار الضرر عبر الدماغ، تتأثر مناطق وفصوص إضافية، ويتقلص الدماغ تدريجيًا.
شملت التجربة العشوائية، مزدوجة التعمية، الخاضعة للتحكم الوهمي، 204 مرضى يعانون من مرض الزهايمر الخفيف، وتم فحصهم في 24 عيادة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
تم إعطاء نصفهم حقنة يومية تصل إلى 1.8 ملغ من الليراجلوتيد، بينما تلقى النصف الآخر حقنة وهمية.
قبل بدء الدراسة، خضع جميع المرضى للتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لأدمغتهم لتقييم البنية والحجم، بالإضافة إلى إجراء فحوصات PET لاستقلاب الجلوكوز واختبار الذاكرة التفصيلي. وتكررت هذه الاختبارات في نهاية الدراسة.
على الرغم من عدم تحقيق نقطة النهاية الأولية للدراسة، والتي ركزت على التغيرات في استقلاب الجلوكوز في الدماغ، فإن نقطة النهاية الثانوية للتغيرات في نتائج التدابير السريرية والمعرفية، وكذلك نقطة النهاية الاستكشافية لحجم الدماغ، أظهرت تحسنًا ملحوظًا إحصائيًا.
أولئك الذين تناولوا الليراجلوتيد في الدراسة كان لديهم فقدان أقل في الحجم بنسبة 50٪ تقريبًا في عدة مناطق من الدماغ، وفقًا لقياس التصوير بالرنين المغناطيسي.
أجرى الباحثون أيضًا اختبارات معرفية على المرضى قبل العلاج وفي الأسبوعين 24 و52. على الرغم من أن الدراسة لم تكن في الأصل تهدف إلى تقييم التغيرات المعرفية، فقد وجد الباحثون أن المرضى الذين تلقوا الليراجلوتيد كان لديهم انخفاض أبطأ بنسبة 18٪ في الوظيفة الإدراكية على مدار عام واحد مقارنة بأولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي.
وأوضح البروفيسور إديسون أنه نظرًا لأن الليراجلوتيد وغيره من نظائر GLP-1 مرخصة بالفعل لإدارة السمنة والسكري، فإن مساره لعلاج مرض الزهايمر يمكن أن يكون سريعًا.
وأضاف: "إذا تمكن العلماء من إثبات نجاح هذا العلاج في المرضى الذين يعانون من تجارب المرحلة الثالثة لمرض الزهايمر، ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عليه لعلاج مرض الزهايمر، فيمكن أن يكون هذا الدواء متاحًا على الفور".
وتجري بالفعل تجربتان مستقلتان للمرحلة الثالثة، ومن المقرر أن تظهر النتائج في نهاية عام 2025.