كيف يمكن منع التكتلات البروتينية الضارة المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني؟
يعاني ما يقدر بنحو 462 مليون شخص حول العالم من مرض السكري من النوع الثاني، وهو مرض مزمن يعاني فيه الجسم من مشاكل في استخدام السكر كوقود، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم ومشاكل صحية مزمنة.
أظهرت دراسة بحثية جديدة أجراها أيالوسامي رامامورثي، أستاذ بكلية الهندسة بجامعة فلوريدا إيه آند إم وجامعة ولاية فلوريدا ومختبر المجال المغناطيسي العالي الوطني بجامعة ولاية فلوريدا، كيف يعمل الزنك ومستويات الأس الهيدروجيني والأنسولين معًا لمنع تراكم الكتل البروتينية التي تساهم في هذا المرض.
نُشر العمل، الذي يشير إلى طرق واعدة لعلاجات مبتكرة، في مجلة Communications Biology.
يركز البحث على الرقصة المعقدة بين الأنسولين وهرمون الأميلين، أو بولي ببتيد الأميلويد البشري (hiAPP).
ما هو الأميلين؟
الأميلين هو هرمون ببتيدي طبيعي يلعب دورًا في تنظيم نسبة السكر في الدم وتوازن الطاقة.
لكن الأميلين البشري يمكن أن يشكل ألياف أميلويد، والتي يمكن أن تدمر الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
وقال رامامورثي، الذي أشرف على الدراسة: "في صميم بحثنا نريد أن نفهم التأثيرات المعقدة للأنسولين على تجميع الأميلين والسمية الناتجة عنه، وهذه عوامل بالغة الأهمية لفهم الفسيولوجيا المرضية لمرض السكري من النوع الثاني".
إن ما يميز هذه الدراسة هو وجهة نظرها المبتكرة في تعزيز قدرات الأنسولين الوقائية ضد التأثيرات الضارة لـ IAPP.
ومع تقدم الأبحاث، تقترب العلاجات الجديدة لملايين الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2.
وقال سام ماكالبين، الباحث في مختبر رامامورثي في مختبر المجال المغناطيسي العالي الوطني: "يتم إنتاج الأميلين في البنكرياس جنبًا إلى جنب مع الأنسولين ويميل إلى التكتل في مجموعات تسمى أميلويد. إنها مثل اللويحات التي تتكون في الدماغ مع مرض الزهايمر أو مرض باركنسون".
يهتم الباحثون بتطوير عقاقير لتفتيت هذه البروتينات أو منع تكونها. وبالنسبة للأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني، يميل الأميلين إلى التكتل في لويحات أميلويد ضارة، مما يؤدي إلى تدمير خلايا الجزر المسؤولة عن إنتاج الهرمونات، ومع ذلك، يظهر الأنسولين كبطل محتمل، حيث يظهر قدراته على إعاقة تراكم الأميلين.
تسلط هذه الدراسة الضوء على الفروق الدقيقة في تفاعلهما، إلى جانب دور الزنك ومستويات الرقم الهيدروجيني، مما يقرب العلماء من فك رموز التعقيدات الخلوية لمرض السكري.
وقال ماكالبين: "هناك أدلة تشير إلى أن الأنسولين يمكن أن يساعد، لكنه ليس قويًا بما يكفي للتأثير بشكل مباشر على مرض السكري من النوع الثاني، لذا، نريد استخدام الأنسولين كنموذج لتصميم علاجات أكثر فعالية في المستقبل".
ولا تعد النتائج باكتشافات رائدة في هذا اللغز الطبي الحيوي فحسب، بل إنها تعد أيضًا بحلول عملية. وقال رامامورثي إن البحث سيساعد في تطوير الأدوية التي تهدف إلى تحييد سمية الأميلين.
ومن المحتمل أن يؤدي هذا إلى إحداث ثورة في أساليب العلاج، مما يمنح الأمل لأولئك الذين يكافحون هذا المرض المنتشر.