احذر السجائر الإلكترونية.. تعطل ميكروبيوم الأنف وتجعلك عرضة للأمراض
يلعب الأنف أدوارًا أكثر من مجرد السماح لنا بالشم وتشكيل ملامح وجوهنا، حيث يعمل كبواب للمسالك التنفسية، ولديه القدرة على منع البكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى من مغادرة الممر الأنفي والاستقرار في الرئتين.
على غرار الميكروبيوم في الجهاز الهضمي والجلد، يمكن تعطيل التوازن الثمين بين المستعمرات البكتيرية والفطرية والفيروسية المفيدة في الأنف.
احذر السجائر الإلكترونية.. تعطل ميكروبيوم الأنف وتجعلك عرضة للأمراض
يمكن أن يؤدي هذا الخلل، المسمى خلل التوازن، إلى فرط نمو البكتيريا الضارة ويمكن أن يجعل الناس أكثر عرضة لأمراض الجهاز التنفسي، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو.
وقد تكون دراستهم، التي نُشرت في مجلة Nicotine and Tobacco Research، مهمة في فهم الآثار المناعية للتدخين الإلكتروني والتدخين.
أظهرت الأبحاث السابقة لمختبر جاسبرز أن استخدام السجائر الإلكترونية يمكن أن يؤثر على العمليات اليومية للجهاز المناعي في الأنف ويجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية مثل الأنفلونزا.
مع العلم أن ميكروبيوم الجهاز التنفسي يدعم الدفاع المناعي التنفسي، أراد هيكمان وجاسبرز معرفة ما إذا كان خلل التوازن في ميكروبيوم الأنف، والذي غالبًا ما يرتبط بأمراض مجرى الهواء السفلي، يمكن أن يكون ناجمًا عن استخدام السجائر الإلكترونية.
حلل العلماء عينات من سائل بطانة الظهارة الأنفية من 20 شخصًا غير مدخن، و28 مستخدمًا للسجائر الإلكترونية، و19 مدخنًا، ثم استخدموا التسلسل الجيني لتحديد نوع وكمية البكتيريا في ميكروبيوم الأنف.
بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية
حدد الباحثون بكتيريا مختلفة، بعضها ضار وبعضها وقائي، اعتمادًا على ما إذا كان الأشخاص يستخدمون السجائر الإلكترونية، أو يدخنون السجائر العادية، أو لا شيء.
وقد تم العثور على بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية، وهي بكتيريا يمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي وغيره من الأمراض التي تهدد الحياة، بأعداد أكبر لدى كل من مستخدمي السجائر الإلكترونية والمدخنين مقارنة بغير المدخنين.
كما تم العثور على بكتيريا اللاكتوباسيلوس إينر -وهي بكتيريا مفيدة يمكن أن تحمي من أمراض الجهاز التنفسي- بشكل أكثر شيوعًا لدى المدخنين مقارنة بغير المدخنين.
ومن المثير للدهشة أن الباحثين وجدوا أن هناك اختلافات في الميكروبات لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية من الذكور والإناث.
كما وجد هيكمان وجاسبرز أن هناك اختلافات في بكتيريا الأنف بين الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية ومنخفضة من الكوتينين، وهو أحد المستقلبات ومؤشر على التعرض للنيكوتين.
ويضاف هذا البحث إلى العدد المتزايد من الدراسات التي تثبت التأثيرات الصحية التنفسية المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية.
ونظرًا لوجود مجموعة متنامية من الأبحاث التي تُظهر أن التغيرات في ميكروبيوم الأنف يمكن أن تكون مرتبطة بأمراض الرئة والصحة، فإن اختلال التوازن بين البكتيريا الضارة والحماية في أنف مستخدمي السجائر الإلكترونية يجب أن يكون موضع قلق.