الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف تؤثر الأحماض الصفراوية في حليب الثدي على صحة أمعاء حديثي الولادة؟

السبت 31/أغسطس/2024 - 10:36 م
 الكوليسترول من الكبد
الكوليسترول من الكبد


قام أحد الباحثين بجامعة فلوريدا بتجميع أول دراسة على الإطلاق تحدد دور الأحماض الصفراوية الموجودة في حليب الأم، وهو الاختراق الذي يمكن أن يساعد في تقليل حدوث الفيروس النوروفيروسي القاتل عند الرضع.

ويودي فيروس نوروفيروس بحياة ما لا يقل عن 50 ألف طفل كل عام، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.

وبما أن الأطفال حديثي الولادة ليس لديهم ميكروبيوم معوي ثابت - مجموعة البكتيريا المفيدة التي تساعد البشر على هضم العناصر الغذائية والاستجابة لمسببات الأمراض المعوية - فإنهم معرضون بشكل خاص للإصابة بفيروس نوروفيروس، وهو أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال حديثي الولادة في جميع أنحاء العالم.

قالت ستيفاني كارست، التي قادت دراسة حديثة أجريت على نموذج فأر حول فيروس نوروفيروس، ونُشرت في مجلة Cell Host & Microbe: "كنا نعلم أن ميكروبات الأمعاء تحمي الفئران البالغة من الإصابة بفيروس نوروفيروس، وكنا نعلم أن الأطفال حديثي الولادة معرضون للإصابة بمرض نوروفيروس الشديد، لذا، دفعنا هذا إلى طرح السؤال: هل الأطفال حديثي الولادة معرضون للإصابة بفيروس نوروفيروس لأن ميكروبات الأمعاء لديهم غير ناضجة".

إنتاج الكوليسترول من الكبد

ينتج الكبد الكوليسترول، الذي يتحول بعد ذلك إلى أحماض صفراوية - نواتج أيضية يتم إفرازها في الأمعاء للمساعدة في هضم الدهون أثناء تناول الطعام.

في الأمعاء، تقوم بعض ميكروبات الأمعاء بتحويل نواتج أيض الأحماض الصفراوية هذه إلى أحماض صفراوية ميكروبية، والتي يمكن أن تحمي من عدوى نوروفيروس.

ومع ذلك، يفتقر الأطفال حديثي الولادة إلى بكتيريا الأمعاء المناسبة لإنتاج هذه الأحماض الصفراوية الميكروبية الواقية، مما يجعلهم غير محميين من مرض نوروفيروس.

ولكن القصة لا تنتهي عند هذا الحد، ففي حين تلعب الأحماض الصفراوية الميكروبية دورًا وقائيًا أثناء الإصابة بفيروس نوروفيروس، فإن الأحماض الصفراوية المضيفة في الواقع تعزز العدوى.

ويمتلك الأطفال حديثو الولادة مستويات عالية من هذه الأحماض الصفراوية المضيفة، ليس فقط لأنها لا تتغير بواسطة بكتيريا الأمعاء، ولكن أيضًا لأنها موجودة في حليب الثدي.

وقال كارست: "يتم تحديد شدة عدوى الفيروس النوروفيروسي من خلال التوازن بين الأحماض الصفراوية المضيفة التي تعزز العدوى والأحماض الصفراوية الميكروبية التي تمنعها".

وبما أن الأطفال حديثي الولادة لا يمتلكون الميكروبات المعوية المناسبة لتعديل الأحماض الصفراوية، ولأنهم يتناولون الأحماض الصفراوية المضيفة في حليب الثدي، فإنهم لا يتبقى لديهم سوى المستقلبات التي تجعلهم عرضة للإصابة بعدوى نوروفيروس الأكثر شدة.

وبينما تستغل الفيروسات النوروفيروسية هذه البيئة الأيضية الهشة لدى الأطفال حديثي الولادة، فإن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل بطرق أخرى عديدة، ومن المرجح أن يكون لأحماض الصفراء في الحليب تأثيرات إيجابية أيضًا.

في الواقع، وجد كارست وزملاؤه أن الأحماض تحمي الطفل من الإصابة المعوية خارج سياق الإصابة بالفيروس.

ومع إجراء المزيد من الأبحاث حول مستويات الأحماض الصفراوية لدى الأم والطفل حديث الولادة، يأمل كارست أن تساعد النتائج في تعزيز الجهود المستقبلية لعلاج فيروس نوروفيروس لدى الأطفال حديثي الولادة.

لا يعد فيروس نوروفيروس الفيروس الوحيد الذي يتأثر بالنواتج الأيضية مثل الأحماض الصفراوية، على سبيل المثال، يتم تثبيط فيروسات الأنفلونزا وفيروس شيكونغونيا والهربس بنفس أنواع الأحماض الصفراوية الميكروبية التي لا توجد في الأطفال حديثي الولادة.

وفي الوقت نفسه، تعمل الأحماض الصفراوية المضيفة أيضًا على تعزيز عدوى فيروس كورونا البشري.