التعرض للطقس البارد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.. ما العلاقة؟
وفقًا لدراسة نُشرت في الأول من سبتمبر في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب وتم تقديمها في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC 2024)، فإن حالات دخول المستشفى بسبب النوبات القلبية تزداد بعد التعرض لدرجات حرارة منخفضة للهواء وموجات البرد.
وتؤكد النتائج على الحاجة إلى فهم التأثيرات الفسيولوجية لمساهمة الانحباس الحراري العالمي في الطقس البارد في مناطق معينة ومخاطر القلب المرتبطة بالبرد.
العلاقة بين الطقس البارد والنوبات القلبية
الدراسة تكشف عن ارتباط حاسم بين التعرض للطقس البارد وخطر الإصابة بالنوبات القلبية، مسلطًا الضوء على التأثير المتأخر الذي يبلغ ذروته بعد أيام من موجة البرد.
تحدث النوبات القلبية عندما يتم انسداد تدفق الدم إلى جزء من القلب، وعادةً ما يكون ذلك بسبب جلطة دموية، يمنع هذا الانسداد الأكسجين من الوصول إلى عضلة القلب، مما يتسبب في تلف أو وفاة ذلك الجزء من العضلة.
كشفت دراسات سابقة أن درجات الحرارة المنخفضة لها عبء قلبي وعائي أكبر من درجات الحرارة المرتفعة في جميع أنحاء العالم.
ونظرًا لعدم وجود بيانات من المناطق الأكثر برودة ذات الظروف الجوية القاسية، أجرى الباحثون هذه الدراسة في السويد، وهي منطقة معروفة بمناخها البارد حيث تنتشر نوبات البرد.
قام الباحثون بتتبع 120.380 فردًا من سجل SWEDEHEART، وفحصوا كيف أثر التعرض قصير المدى لدرجات حرارة الهواء المنخفضة ونوبات البرد على خطر دخول المستشفى بسبب النوبات القلبية خلال موسم البرد في السويد (أكتوبر إلى مارس) من عام 2005 إلى عام 2019.
في هذه الدراسة، عرّف الباحثون نوبات البرد على أنها فترة لا تقل عن يومين متتاليين حيث كانت درجة الحرارة اليومية المتوسطة أبرد من النسبة المئوية العاشرة لدرجات الحرارة المسجلة طوال مدة الدراسة.
كشفت النتائج أن التعرض لدرجات حرارة الهواء المنخفضة كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب الكلي واحتشاء عضلة القلب غير الانسدادي واحتشاء عضلة القلب الاحتقاني بعد يومين إلى ستة أيام، ارتبط التعرض لنوبات البرد بعد يومين إلى ستة أيام بنفس المخاطر المتزايدة.
وجد الباحثون أيضًا أن التعرض من اليوم صفر إلى اليوم الأول يقلل من خطر دخول المستشفى بسبب النوبات القلبية.
وقالوا إن هذا التأثير الوقائي المؤقت قد يكون بسبب تعديلات السلوك أثناء الطقس البارد، مثل البقاء في الداخل لتقليل التعرض أو تأخير الرعاية الصحية بسبب انقطاع الخدمة؛ ومع ذلك، فإن هذه السلوكيات ليست مستدامة وقد تكون مسؤولة عن تأخير دخول المستشفى لمدة تتراوح بين يومين إلى ستة أيام.
كما لوحظت التأثيرات على النوبة القلبية الأولى والمتكررة بشكل مستقل، لكن الاختلاف في هذه التأثيرات بين النوبة القلبية الأولى والمتكررة لم يكن ذا دلالة إحصائية.