الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف تؤثر الدورة الشهرية على انتشار الخلايا الطافرة في أنسجة الثدي؟

الخميس 05/سبتمبر/2024 - 01:30 م
الدورة الشهرية
الدورة الشهرية


اكتشف فريق من الباحثين أن آلية دفاعية مرتبطة بالدورة الشهرية تلعب دورًا مهما في نشر الخلايا الطافرة داخل أنسجة الثدي.

تصف دراسة جديدة، نشرت في مجلة Nature، كيف أن نمو وإزالة قنوات الحليب الزائدة في أنسجة الثدي أثناء الدورة الشهرية يمكن أن يساهم في انتشار الخلايا المتحولة مما يؤدي إلى حقول متحولة كبيرة معرضة لتطور الأورام.

وذكر موقع ميديكال إكسبريس أنه بالرغم من أن الأنسجة في الأفراد الأصحاء قد تبدو طبيعية تمامًا، إلا أنها قد تحتوي على حقول كبيرة من الخلايا الطافرة القادرة على النمو إلى ورم.

وكلما زاد عدد الخلايا داخل حقل طبيعي المظهر ولكنه متحور، زادت فرصة أن تتصرف إحدى هذه الخلايا بشكل غير طبيعي وتتطور إلى سرطان.

حتى الآن، لا يزال الباحثون غير متأكدين من كيفية تطور هذه الحقول الكبيرة من الخلايا الطافرة في الأنسجة الطبيعية.

تشير بعض النظريات إلى أن الخلايا الطافرة المنتشرة على مساحات كبيرة من الأنسجة قد تلعب دورًا حاسمًا في بدء وتكرار الإصابة بسرطان الثدي لدى البشر.

ونشر فريق دولي من الباحثين بقيادة البروفيسور كوليندا شيل في مركز VIB-KU Leuven لعلم الأحياء السرطانية، وجاكو فان رينين في معهد هولندا للسرطان ومعهد Oncode، من فريق Cancer Grand Challenges PRECISION نتائج جديدة تشير إلى أن الآلية المسؤولة عن إعادة تشكيل أنسجة الثدي بشكل طبيعي أثناء الدورة الشهرية هي محرك محتمل لتطور سرطان الثدي.

عملية إعادة التشكيل

خلال الدورة الشهرية لدى الفئران، تبدأ الغدد الثديية في عملية إعادة تشكيل، وتعمل مستويات الإستروجين المرتفعة على ضمان تكوين حويصلات صغيرة تنمو لتصبح وحدات منتجة للحليب عند الحمل.

ولكن عندما لا يحدث الحمل، يدرك الجسم أن هذه الحويصلات لا تخدم أي غرض، وفي نهاية الدورة، يقوم الجسم بتفكيك قنوات الحليب هذه وإزالة معظم الخلايا المتوسعة.

ورغم أن هذه الآلية تبدو فعّالة للغاية في التخلص من الخلايا الزائدة، بما في ذلك الخلايا الطافرة، إلا أنها ليست معصومة من الخطأ، فالجسم يتخلص من معظم هذه الخلايا في نهاية الدورة، ولكن بعض الخلايا الطافرة قد تنجو من هذه العملية بالصدفة. وبدلًا من ذلك، تسمح عملية إعادة تشكيل الأنسجة الآن لهذه الخلايا بالتكاثر والانتشار داخل الأنسجة الطبيعية.

وهكذا، يبدو أن إعادة تشكيل الأنسجة الطبيعية في الثدي هي سلاح ذو حدين: فمن ناحية، تؤدي إلى الإزالة الطبيعية للخلايا الزائدة (الطبيعية والمتحولة)؛ ومن ناحية أخرى، تسهل توسع عدد قليل من الخلايا المتحولة داخل الأنسجة السليمة.

تقول كوليندا شيل: "في دراستنا، لاحظنا تطور الخلايا الطافرة قبل أن تتطور إلى سرطان، وبشكل أكثر تحديدًا، قمنا بتسمية الخلايا الجذعية السليمة والمتحولة في الأنسجة الثديية للفئران وتتبعنا سلوكها على مدار عدة أشهر، وأظهرت نتائجنا أن الدورة الشهرية أثرت على سلوك الخلايا الموسومة وسمحت لبعضها بالانتشار على مسافات كبيرة".

ويضيف جاكو فان رينين: "تثبت نتائجنا أنه مع كل دورة شهرية، هناك فرصة ضئيلة لأن تصبح النسخ المتحولة أكبر حجمًا وتنتشر على مناطق واسعة داخل أنسجة الثدي، وهذا يعني أيضًا أن العدد الأكبر من الدورات الشهرية يزيد من فرص حدوث ذلك وبالتالي فرص الإصابة بالسرطان بمرور الوقت. وهذا يفسر أيضًا سبب انخفاض فرص الإصابة بسرطان الثدي بسبب الحمل والرضاعة الطبيعية".

وفي حين توفر هذه الدراسة فهمًا أفضل للمراحل المبكرة من تكوين الورم، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد كيفية ومكان تدخل ممارسي الرعاية الصحية لضمان عدم تطور الخلايا الحاملة للطفرات إلى سرطان.

كخطوة تالية، يأمل الفريق في فحص الأنسجة البشرية من المتبرعين للتحقق مما إذا كانت نفس الآليات تعمل في جسم الإنسان.