كيف قد يؤثر النظام الغذائي للآباء على إصابة بناتهم بأمراض القلب؟
توصلت دراسة إلى أن الرجال الذين يتبعون نظاما غذائيا غير صحي وعالي الكوليسترول، عندما يصبحون آباء، يمكن أن يتسببوا في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى بناتهم.
يعد البحث، الذي نُشر في مجلة JCI Insight، الأول الذي يوضح هذه النتيجة التي لوحظت فقط في الأطفال الإناث.
أمراض القلب والأوعية الدموية
أمراض القلب والأوعية الدموية، السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، هي مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية.
ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبحسب ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس، في الولايات المتحدة، توفي ما يقرب من 703000 شخص في عام 2022 بسبب أمراض القلب، وهو ما يعادل حالة وفاة واحدة من كل خمس حالات وفاة.
وقال تشانج تشنج تشو، أستاذ العلوم الطبية الحيوية في كلية الطب، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "كان من المعتقد في السابق أن الحيوانات المنوية تساهم فقط في جينومها أثناء الإخصاب، ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات الحديثة التي أجريناها وآخرون أن التعرضات البيئية، بما في ذلك النظام الغذائي غير الصحي، والسموم البيئية، والإجهاد، يمكن أن تغير الحمض النووي الريبي في الحيوانات المنوية للتوسط في انتقال الوراثة بين الأجيال".
يوجد حمض الريبونوكلييك، أو RNA، في جميع الخلايا الحية، ونظرًا لتشابهه البنيوي مع الحمض النووي DNA، فإن هذا الحمض النووي ضروري لمعظم الوظائف البيولوجية في الكائنات الحية والفيروسات.
وقال تشو: "يتعين على الرجال الذين يخططون لإنجاب أطفال أن يفكروا في تناول نظام غذائي صحي منخفض الكوليسترول والحد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لديهم، ويبدو أن هذه العوامل تؤثر على الحيوانات المنوية في التأثير على صحة أطفالهم الإناث، وتشير دراستنا إلى أن الحيوانات المنوية تنقل هذه المعلومات إلى الجيل التالي".
تصلب الشرايين
ركزت الدراسة على تصلب الشرايين، وهو مرض التهابي مزمن يعد السبب الرئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية.
في تصلب الشرايين، تتراكم اللويحات، وهي مادة لزجة تتكون من الكوليسترول والدهون ومواد أخرى في الدم، في جدران الشرايين.
وعندما تتصلب اللويحات، فإنها تضيق الشرايين، وتحد من تدفق الدم إلى الجسم وتقلل من إمدادات الأكسجين إلى أنسجة الأعضاء الحيوية.
يحتوي السائل المنوي على وفرة من جزيئات الحمض النووي الريبوزي غير المشفرة الصغيرة، والتي تعد مهمة لتنظيم الجينات والعديد من العمليات الخلوية، وعندما يتم تعديلها، تتغير وظائفها بشكل كبير عبر العمليات البيولوجية المختلفة.
وجد الباحثون أن جزيئات الحمض النووي الريبوزي الصغيرة في الحيوانات المنوية للفئران التي تتغذى على نظام غذائي عالي الكوليسترول تخضع لتغيرات استجابة للتعرض للنظام الغذائي، كما وجدوا أن جزيئات الحمض النووي الريبوزي الصغيرة المتغيرة يمكن أن تؤثر على التعبير الجيني المبكر في الخلايا الجذعية الجنينية للفئران.
وأوضح تشو أن أغلب الدراسات ركزت على تأثير العوامل الأمومية على صحة الأبناء، وقال إن تأثير تعرض الأب للعوامل الأبوية على صحة الأبناء تم تجاهله إلى حد كبير.
وقال: "من الصعب دراسة تأثير تعرض الوالدين للأمراض المزمنة على أطفالهم لأن التجارب بشكل عام تستغرق وقتا طويلا وتتطلب المزيد من الموارد والتخطيط الدقيق".
ولم يتضح للباحثين سبب إصابة الإناث فقط بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي تجاربهم، قام تشو وفريقه بإطعام فئران ذكور معدلة وراثيًا نظامًا غذائيًا يحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، مما تسبب في إصابتها بفرط شحميات الدم، وهو اضطراب يمكن أن يؤدي إذا ترك دون علاج إلى أمراض القلب والسكتة الدماغية.
ثم تم تزويج هذه الفئران بفئران إناث تغذت على نظام غذائي منتظم منخفض الكوليسترول، كما تم تغذية صغارها أيضًا على نظام غذائي منخفض الكوليسترول، وقد وجد أن الإناث من النسل يعانين من زيادة تتراوح بين ضعفين إلى ثلاثة أضعاف في تصلب الشرايين.
وقال تشو: "إن دراستنا تساهم في فهم مسببات الأمراض المزمنة الناجمة عن تعرض الوالدين للعوامل الجوية، ونأمل أن تحفز نتائجنا التحقيقات حول تأثير تعرض الأب على صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأبناء لدى البشر".