كيف يفشل الجهاز المناعي عند ظهور السرطان؟
لقد تم وصف السرطان بأنه جرح لا يلتئم، مما يعني أن الجهاز المناعي غير قادر على القضاء على الخلايا السرطانية الغازية.
وقد أكد اكتشاف جديد أن جزيئًا رئيسيًا يمكنه أن يعيد برمجة الخلايا المناعية التي تحمي عادةً من العدوى والسرطان، وتحويلها إلى خلايا ضارة تعزز نمو السرطان، بحسب ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.
وقال الدكتور مينسو كيم، المؤلف المراسل لهذه الدراسة، وقائد الأبحاث في معهد ويلموت للسرطان، إن دراسة سلوك هذه الخلايا المناعية "المؤيدة للورم" مهمة لأنها يمكن أن تكون أهدافًا للعلاجات التي تمنع نشاطها الضار.
ونشرت مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم هذا الاكتشاف.
التحول الضار للخلايا المناعية
قام كيم بقيادة فريق من العلماء للتحقيق في التفاعلات الديناميكية التي تحدث بين الخلايا في بيئة الورم، والعوامل الأساسية التي تسبب التحول الضار للخلايا المناعية من جيدة إلى سيئة.
وقد وجد الباحثون أن عامل تنشيط الصفائح الدموية هو الجزيء الرئيسي الذي يتحكم في مصير الخلايا المناعية.
ولا يعمل عامل تنشيط الصفائح الدموية على تجنيد الخلايا التي تعزز السرطان فحسب، بل إنه يقمع أيضًا قدرة الجهاز المناعي على المقاومة.
وبالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن العديد من أنواع السرطان تعتمد على نفس إشارات عامل تنشيط الصفائح الدموية.
وقال كيم، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في المركز الطبي لجامعة روتشستر، إن "هذا هو ما قد يكون الأكثر أهمية، لأنه إذا وجدنا علاجًا يمكن أن يتداخل مع PAF، فقد ينطبق على العديد من أنواع السرطان".
تركزت أغلب أعمال الفريق على خلايا سرطان البنكرياس، وهو أحد أكثر أنواع السرطان فتكا، حيث تبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات نحو 12%، ومن المعروف أن علاجه صعب للغاية لأن أورام البنكرياس محاطة بخليط سام من البروتينات والأنسجة الأخرى التي تحمي السرطان من الدور الطبيعي الذي يلعبه الجهاز المناعي في مهاجمة الغزاة.
ودرسوا أيضًا خلايا سرطان الثدي والمبيض والقولون والمستقيم والرئة، باستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد المتقدمة لمراقبة سلوك الخلايا المناعية أثناء توجهها إلى المنطقة السرطانية.