السمنة وأمراض الكلى.. تعرف على تأثير الوزن الزائد على الكلى
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تُعرَّف السمنة بأنها تراكم الدهون الزائد أو غير الطبيعي الذي يشكل خطرًا على الصحة.
يتم استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومحيط الخصر لقياس الوزن الزائد أو السمنة، يعتبر مؤشر كتلة الجسم ≥ 25.0 كجم/م2 زيادة في الوزن و≥ 30 كجم/م2 سمنة.
السمنة، وخاصة السمنة البطنية، التي يتم قياسها بمحيط الخصر، تساهم السمنة البطنية على شكل تفاحة (تراكم الدهون في الجزء العلوي من الجسم مثل منطقة الأحشاء أو البطن) في الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي وسوء الصحة.
وفي هذا الإطار، قالت الدكتور كريشنا تشايتانيا غوندا، استشاري أمراض الكلى، المعهد الآسيوي لأمراض الكلى والمسالك البولية في تشيناي، إن مرض الكلى وفقًا لنتائج تحسين أمراض الكلى العالمية، يُعرَّف بأنه معدل ترشيح كبيبي تقديري (eGFR) < 60 مل/دقيقة/1.73 متر مربع لمدة ثلاثة أشهر على الأقل أو وجود علامات تلف الكلى (تشوهات بولية، تشوهات هيكلية).
كيف تؤثر السمنة على الجسم؟
تؤثر السمنة مع زيادة الدهون الحشوية على جميع أعضاء الجسم مما يؤدي إلى مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الأوعية الدموية التاجية والسكتة الدماغية وانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم وغير ذلك الكثير.
لا يقتصر تأثير السمنة على الصحة الجسدية فقط بل يؤثر أيضًا على الوظيفة النفسية الاجتماعية للأفراد مما يقلل من إنتاجيتهم ويزيد من سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة ونفقات الرعاية الصحية المباشرة.
عوامل الخطر
يزداد أيضًا مرض الكلى المزمن غير المعروف السبب، عوامل الخطر الرئيسية لتطور أمراض الكلى هي ارتفاع ضغط الدم والسكري غير المنضبط.
تعتبر الدهون في الجسم نفسها عضوًا صماء ديناميكيًا، فهي تنتج هرمونات مختلفة مثل اللبتين والأديبونيكتين وتتغير أفعالها في السمنة مما يؤدي إلى زيادة الحالة الالتهابية لجسمنا.
كما تؤثر على الجهاز الوعائي وتزيد من مقاومة الأنسولين مما يسبب ارتفاع ضغط الدم والسكري مما يؤثر بشكل مباشر على الكلى مما يسبب تلف الكلى.
تعد زيادة الدهون المركزية مسؤولة عن متلازمة التمثيل الغذائي وتسبب تلف الأعضاء المستهدفة لكل عضو.
تؤثر السمنة على الكلى
تسمى السمنة التي تؤثر على الكلى بشكل مباشر اعتلال الكبيبات المرتبط بالسمنة، يرجع ذلك إلى زيادة عبء العمل على الكلى مما يؤدي إلى تضخم الكبيبات (زيادة حجم الكبيبات)، وزيادة إفراز البروتين في البول.
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن السمنة هي عامل خطر مستقل لأمراض الكلى المزمنة، فهي تسرع من تطور مرض الكلى المزمن، وتعزز تكوين حصوات الكلى، وتزيد من خطر إصابة المتبرع بالكلى بمرض الكلى في مرحلته النهائية، كما تؤثر على الكلى في مرحلة ما بعد زراعة الكلى.
وقد ارتبطت السمنة بنتائج أفضل فقط في مجتمع غسيل الكلى وهو ما يسمى بعلم الأوبئة العكسي.
إن عكس مرض الكلى المرتبط بالسمنة هو جزئي فقط، لذلك من الأهمية بمكان ابتكار طرق لتحديده والوقاية منه.
كانت تعديلات نمط الحياة مثل الحد من تناول السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني مفيدة في إنقاص الوزن، وهو ما ثبت أنه يمنع تطور مرض الكلى الثابت.
لقد أثبتت بعض الأدوية الحديثة مثل نظائر الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1) وجراحة السمنة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أنها واعدة في تحسين نتائج الكلى والنتائج العامة.
وبصرف النظر عن توافر الوسائل الحديثة لتحسين النتائج في السمنة، فإن الحكمة القديمة القائلة بأن "الوقاية خير من العلاج" هي الأفضل.
