الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 الموافق 21 ربيع الأول 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ماذا يحدث للجسم عند انخفاض مستويات الأكسجين في الأورام؟

الثلاثاء 24/سبتمبر/2024 - 09:00 ص
مستويات الأكسجين
مستويات الأكسجين


في المشهد المعقد للسرطان، تخلق الأورام بيئة خاصة بها، تتميز غالبًا بانخفاض مستويات الأكسجين، وهي الحالة المعروفة باسم نقص الأكسجين.

ينشأ نقص الأكسجين مع نمو الأورام بسرعة، متجاوزًا إمدادها بالدم بسبب عدم وجود نظام وعائي فعال داخل الورم.

تجبر هذه البيئة المحرومة من الأكسجين الخلايا السرطانية والأنسجة المحيطة بها على التكيف بطرق تعزز عادةً بقاء الورم ونموه، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.

هذا ينطبق أيضًا على الخلايا المناعية الموجودة بالفعل في بيئة الورم، والتي يتم تعليمها من قبل الخلايا السرطانية لتحمل الحالة وحتى تعزيز نمو السرطان من خلال الفشل في الامتثال لوظيفتها الرئيسية.

لذلك، يرتبط نقص الأكسجين عمومًا بالسرطانات الأكثر عدوانية ونتائج المرضى السيئة، لأنه يدفع إلى تغييرات تجعل الأورام أكثر مقاومة للعلاج.

ولكن هذا النموذج الراسخ ليس مطلقًا، فقد نشرت مجموعة الدكتور إستيبان باليستار، في معهد جوزيب كاريراس، مؤخرًا دراسة في مجلة ساينس أدفانسز، أفادت بتحديد وتوصيف مجموعة من الخلايا المناعية التي تكون أكثر فعالية في الاستجابة لخلايا السرطان في ظل نقص الأكسجين.

تغيرات جينية

يتميز هذا النوع من الخلايا المناعية بتغيرات جينية معينة ومشاركة مجموعة محددة من العوامل التي تساهم في اكتساب مثل هذه الميزات.

إن هذا الاكتشاف المدهش يوسع فهمنا لتأثيرات نقص الأكسجين في السرطان.

وفي حين أن نقص الأكسجين معروف بمساهمته في تطور السرطان، فإن هذه الدراسة الجديدة تكشف أن جزءًا على الأقل من الجهاز المناعي في الجسم يمكنه مقاومة السرطان.

وركز البحث على الخلايا البلعمية، وهي نوع من الخلايا المناعية المهمة للحفاظ على صحة الأنسجة ومكافحة العدوى.

في بيئة الورم، عادة ما يتم إعادة برمجة الخلايا البلعمية لقمع الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى نتائج أسوأ للمرضى.

ومع ذلك، وجدت هذه الدراسة أنه عند التعرض لنقص الأكسجين، تخضع بعض الخلايا البلعمية لتغييرات كبيرة تعمل في الواقع على تعزيز قدرتها على تحفيز الاستجابة المناعية ضد الأورام.

على وجه التحديد، حدد الباحثون مجموعة من الجينات المرتبطة بالالتهاب والتي تصبح أكثر نشاطًا في الخلايا البلعمية التي تعاني من نقص الأكسجين، مدفوعة بجزيئات تنظيمية رئيسية مثل NF-κB وHIF1α. في كل من سرطان المثانة والمبيض، أظهرت الأورام التي تحتوي على هذه الخلايا البلعمية التي تعاني من نقص الأكسجين والتي تعزز الالتهاب نتائج أفضل للمرضى.

يتحدى هذا البحث الرأي التقليدي القائل بأن انخفاض مستويات الأكسجين في الأورام لا يساهم إلا في تطور السرطان.

وبدلًا من ذلك، يسلط الضوء على استراتيجية جديدة محتملة لتسخير الجهاز المناعي للجسم لمحاربة السرطان بشكل أكثر فعالية.