نتائج واعدة في علاج الورم الأرومي الدبقي
قد يكون تسخير الخلايا البائية في الجسم لمحاربة الأورام علاجا واعدا لورم الدماغ، وفقا لدراسة أجرتها كلية الطب بجامعة نورث وسترن ونشرت مؤخرًا في مجلة التحقيقات السريرية.
ووفقا للجمعية الوطنية لأورام المخ، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بسبب ورم الدماغ الأرومي الدبقي، وهو أحد أكثر أنواع السرطان تعقيدًا ومقاومة للعلاج، لا يتجاوز 6.9%.
ويقدر متوسط مدة البقاء على قيد الحياة بنحو 14 إلى 20 شهرًا، وهو رقم لم يتحسن إلا قليلًا على مدى عقود من الزمن، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
علاج الورم الأرومي الدبقي
في حين أن الورم الأرومي الدبقي يصعب علاجه بشكل سيئ السمعة، فقد أظهرت الأبحاث السابقة وعدًا بنوع جديد من العلاج يستخدم الخلايا البائية الموجودة في الجهاز المناعي لاستهداف الأورام، كما قالت كاتالينا لي تشانج، الأستاذة المساعدة في جراحة الأعصاب والمؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة.
وقالت لي تشانج: "أظهر عملنا السابق المنشور في مجلة الطب التجريبي إثباتًا لمفهوم مفاده أننا نستطيع استخدام نوع متخصص للغاية من الخلايا البائية كعلاج، ونحن نركز حقًا على وظيفة واحدة للخلايا البائية، وهي تنشيط الخلايا التائية CD8"، وهو نوع متخصص من الخلايا المناعية الدفاعية المصممة لمحاربة مسببات الأمراض المحددة.
في الدراسة الحالية، شرعت لي تشانج وزملاؤها في اختبار فعالية لقاحات الخلايا البائية (BVax) والأجسام المضادة التي تروج لها لمحاربة أورام الورم الأرومي الدبقي.
أولًا، قام الباحثون بإعطاء لقاحات الخلايا البائية للفئران المصابة بالسرطان وأجروا اختبارات مناعية واختبارات وظيفية، ولاحظوا أن لقاحات الخلايا البائية كانت قادرة على التسلل بفعالية إلى الورم، حيث انتشرت الخلايا البائية وبدأت في إنتاج الأجسام المضادة.
ومن خلال التحليلات البروتينية، وجد الباحثون أن لقاحات الخلايا البائية تنتج أجسامًا مضادة فريدة من نوعها تعمل على منع هجرة خلايا الورم الدبقي وغزو الأدمغة السليمة لدى الفئران.
ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث، فإن النتائج تشير إلى أن لقاحات الخلايا البائية قد تكون استراتيجية واعدة لعلاج الورم الأرومي الدبقي، حسبما قالت لي تشانج.
وقالت لي تشانج، وهو عضو في مركز روبرت إتش لوري الشامل للسرطان في جامعة نورث وسترن: "إن الاكتشاف الأكثر أهمية هنا هو التأكيد على أن علاجاتنا بالخلايا البائية لا يمكنها فقط تنشيط الخلايا التائية CD8 القاتلة للورم، ولكن مجموعة فرعية منها يمكن أن تتسلل إلى الورم وتنتج أجسامًا مضادة علاجية".
وأضافت: "لدينا الآن دليل علمي على أن علاجات الخلايا البائية الجديدة هذه تنتج أجسامًا مضادة علاجية يمكنها تثبيط نمو الورم الأرومي الدبقي".
وتعمل لي تشانج وزملاؤها الآن على إطلاق تجربة سريرية لدراسة فعالية اللقاح لدى مرضى الورم الأرومي الدبقي البشري.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون لقاحات الخلايا البائية مفيدة في أنواع أخرى من السرطان، وفقا لما قاله لي تشانج.
وقالت لي تشانج "إن هذا العلاج يعتمد على الخلايا البائية الذاتية ويمكن توسيع نطاقه ليشمل مؤشرات أخرى، ويستكشف مختبري بالفعل إمكانية استخدام لقاحات الخلايا البائية لعلاج أنواع أخرى من الأورام الصلبة".