هل فيروس كورونا يزيد خطر الإصابة باضطرابات الكلى الحادة؟
أجرى باحثون من مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان، دراسة كشفت عن وجود ارتباط كبير بين مرض كوفيد-19 واضطرابات الكلى الحادة (AKD)، بما في ذلك إصابة الكلى الحادة (AKI)، والتي تختلف بمرور الوقت.
نُشرت الدراسة، التي قادها الدكتور لي تشون يانج، والدكتور زينج شياوشي، من مركز البيانات الطبية الحيوية في غرب الصين، في مجلة Health Data Science.
تأثير فيروس كورونا على الجسم
يؤثر فيروس كورونا المستجد المعروف بتأثيره على الجهاز التنفسي أيضًا على أعضاء أخرى، بما في ذلك الكلى.
هدفت الدراسة إلى التحقيق في التأثيرات المرتبطة بالوقت لفيروس كورونا المستجد على اضطرابات الكلى الحادة.
باستخدام بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، أجرى الباحثون دراسة مجموعة متطابقة وتحليل عشوائي مندلي لاستكشاف كل من الارتباط والسببية المحتملة بين فيروس كورونا المستجد ومرض الكلى الحاد.
قال الدكتور لي تشون يانج، الباحث المشارك في مركز البيانات الطبية الحيوية في غرب الصين، التابع لمستشفى غرب الصين، بجامعة سيتشوان: "يسلط بحثنا الضوء على مخاطر اضطرابات الكلى الحادة المتغيرة مع مرور الوقت لدى مرضى كوفيد-19، وخاصة في الأسابيع الثلاثة الأولى بعد الإصابة".
وأضاف: "لاحظنا أن تأثيرات الخطر تبلغ ذروتها في الأسبوع الثاني بعد الإصابة وتنخفض بحلول الأسبوع الرابع".
شملت الدراسة 10121 مريضًا مصابًا بكوفيد-19 تم مطابقتهم مع 29004 من الضوابط التاريخية غير المعرضين للإصابة بناءً على العمر والجنس ومؤشر الحرمان وحالة الاستشفاء.
تم استخدام نموذج الانحدار النسبي للمخاطر المتغير مع الزمن لـ Cox لتقييم الارتباط بين كوفيد-19 وAKD في غضون أربعة أسابيع من الإصابة.
وأشارت النتائج إلى أن خطر الإصابة بمرض الكلى الحاد بلغ ذروته خلال الأسبوع الثاني بعد الإصابة (نسبة الخطر، 12.77؛ فاصل الثقة 95%، 5.93-27.70) وانخفض بحلول الأسبوع الرابع (نسبة الخطر، 2.28؛ فاصل الثقة 95%، 0.75-6.93).
ووجدت الدراسة أيضًا أن المرضى الذين يعانون من حالات متوسطة إلى شديدة من كوفيد-19 فقط أظهروا خطرًا كبيرًا للتدهور الحاد في وظائف الكلى.
لم يُلاحظ هذا الخطر لدى المرضى الذين يعانون من حالات خفيفة من كوفيد-19.
كما أظهر تحليل التوزيع العشوائي المندلي لعينة واحدة تأثيرًا سببيًا محتملًا "قصير المدى" لكوفيد-19 على خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن، والذي يقتصر في المقام الأول على الأسبوع الأول بعد الإصابة.
تشير النتائج إلى أن مقدمي الرعاية الصحية يجب أن يراقبوا عن كثب وظائف الكلى لدى مرضى كوفيد-19، وخاصة أولئك الذين يعانون من حالات متوسطة إلى شديدة، خلال الأسابيع القليلة الأولى الحرجة بعد الإصابة.
تقدم الدراسة رؤى مهمة حول الطبيعة الزمنية لتأثير كوفيد-19 على صحة الكلى، والتي قد توجه الإدارة السريرية واستراتيجيات المتابعة.
وفي المستقبل، يخطط فريق البحث لمزيد من استكشاف التأثير المتغير بمرور الوقت لمرض كوفيد-19 على خطر الإصابة باضطرابات الكلى الحادة في سكان شرق آسيا. بالإضافة إلى ذلك، يهدفون إلى التحقيق في الآليات الجزيئية الأساسية التي قد تربط بين مرض كوفيد-19 واضطرابات الكلى الحادة اللاحقة لتحديد مسارات سببية أكثر دقة.
وأضاف الدكتور زينج شياوكسي، الأستاذ المشارك في قسم أمراض الكلى بمستشفى ويست تشاينا: " لا تزال الآليات الجزيئية وراء الارتباط بين كوفيد-19 وتلف الكلى غير واضحة، وستركز أبحاثنا المستقبلية على توضيح هذه الآليات والتحقق من العلاقة السببية، مما قد يمهد الطريق للتدخلات المستهدفة".