هل يؤثر العنف بين الزوجين على صحة أطفالهما؟
كشفت دراسة جديدة أجرتها كلية مينزيس لأبحاث الصحة عن وجود علاقة قوية بين العنف بين الشريكين وسوء صحة الطفل.
تأثير العنف على الأطفال
وفي دراسة نشرت الأسبوع الماضي في مجلة لانسيت جلوبال هيلث، وجد الباحثون أن الأطفال دون سن الخامسة الذين تعرضت أمهاتهم للعنف من قبل الشريك الحميم خلال حياتهم، كانوا أكثر عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الحادة والإسهال وسوء التغذية، وكان هذا الخطر أعلى بكثير لدى أطفال الأمهات اللائي تعرضن لأنواع متعددة من العنف، وفق ما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.
من خلال فحص بيانات أكثر من 230 ألف طفل دون سن الخامسة، يعيشون في 37 دولة أفريقية جنوب الصحراء الكبرى، تعد هذه الدراسة الأولى التي تستكشف بشكل شامل العلاقة بين تجربة الأمهات للعنف الجسدي والجنسي والعاطفي، فضلًا عن حدوثها في نفس الوقت والآثار اللاحقة على صحة أطفالهن.
وتساعد هذه النتائج الحاسمة على توسيع قاعدة المعرفة بشأن عواقب العنف، مما يوفر الأساس لبناء تدخلات سياسية وبرامج وقائية مصممة خصيصًا لتناسب سياقات ومناطق مختلفة.
وتسلط هذه الدراسة الضوء أيضًا على قيمة النهج متعدد التخصصات الذي يدمج الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والأطر القانونية، عندما يتعلق الأمر بمعالجة العنف في المجتمع والوقاية منه.
إن العنف وعواقبه تشكل عبئًا ثقيلًا على أغلب المجتمعات المحلية ـ بما في ذلك أستراليا والإقليم الشمالي.
ويشكل فهم هذه التأثيرات أهمية بالغة لتحسين النتائج التي تعود على الأطفال والحد من الآثار الطويلة الأمد والممتدة بين الأجيال الناجمة عن العنف المنزلي.
ونظرًا للارتباط المباشر بين صحة الطفل ورفاهية أمه، أكدت الدراسة أن دعم الأمهات وأطفالهن أمر محوري في تشكيل مسارات صحتهم ورفاهتهم.
وتشكل هذه النتائج جزءًا من مجموعة أوسع من العمل الذي قام به باحثون في مركز مينزيس لتنمية الطفل والتعليم، والذي يتضمن مشاريع بحثية تتعلق بتأثيرات العنف الأسري على صحة الأم ورفاهتها، وتربية الأطفال، فضلًا عن النتائج الصحية والتعليمية والاجتماعية للأطفال المعرضين للعنف.