تقنية جديدة للكشف بدقة عن سرطان الكلى العدواني.. ما هي؟
أظهرت دراسة جديدة أن تقنية تصوير جديدة غير جراحية يمكنها الكشف بدقة عن سرطان الخلايا الكلوية الصافية، وهو الشكل الأكثر شيوعًا لسرطان الكلى.
وقد تؤدي نتائج الدراسة التي اجراها باحثون من مركز UCLA Health Jonsson الشامل للسرطان، والتي نشرت في مجلة The Lancet Oncology، إلى تقليل عدد العمليات الجراحية غير الضرورية بشكل كبير وضمان حصول المرضى على العلاج المناسب في الوقت المناسب، مما قد يؤدي إلى تغيير طريقة تشخيص الأطباء وعلاجهم للمرض في المستقبل.
تشخيص سرطان الكلى
وبحسب ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، قال الدكتور برايان شوتش، المؤلف الرئيسي للدراسة: "إذا تم تشخيص سرطان الكلى في وقت متأخر، فإن فرص البقاء على قيد الحياة تنخفض بشكل كبير، وخاصة إذا انتشر السرطان".
وأضاف: "لكن إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا، فإن أكثر من 90% من المرضى يمكنهم البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات على الأقل، وإذا كنا سنجري مسحًا على المزيد من الأورام، فمن الأهمية بمكان تحديد سرطان الخلايا الكلوية الصافية بدقة في وقت مبكر لأن هذه الأورام لديها ميل أكبر للنمو والانتشار".
تشكل سرطانات الكلى، المعروفة باسم سرطانات الخلايا الكلوية، 90% من أورام الكلى الصلبة.
يتم تشخيص أكثر من 81000 شخص في الولايات المتحدة سنويًا بسرطان الكلى. ومن بين الأنواع العديدة من هذه السرطانات، فإن أكثرها شيوعًا وفتكًا هو سرطان الخلايا الكلوية الصافية، والذي يمثل 75% من الحالات و90% من وفيات سرطان الكلى.
غالبًا ما تكافح طرق التصوير التقليدية مثل التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للتمييز بين الأورام الحميدة والخبيثة، مما يؤدي إما إلى جراحات غير ضرورية أو تأخير العلاج.
وللمساعدة في تحسين اكتشاف سرطان الخلايا الكلوية الصافية، اختبر الفريق طريقة غير جراحية تستخدم عقار الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المسمى 89Zr-TLX250، والذي يستهدف بروتين CA9 الذي يوجد غالبًا في سرطان الخلايا الكلوية الصافية.
شملت التجربة في المرحلة الثالثة، والتي أطلق عليها اسم ZIRCON، 332 مريضًا تم اكتشاف آفات مشتبه بها في الكلى لديهم من 36 مستشفى بحثي من تسع دول مختلفة، وكانت جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس هي الرائدة في هذا المجال على المستوى الدولي.
كان متوسط أعمار المشاركين 61 عامًا، وكان 71% منهم من الذكور و29% من الإناث.
تم حقن المرضى بـ 89Zr-TLX250، والذي ينتقل عبر الجسم ويرتبط بالبروتين CA9 إذا كان موجودًا في كتلة الكلى. يتم التعبير عن CA9 بشكل كبير في ما يصل إلى 95٪ من سرطانات الخلايا الصافية في الكلى مع الحد الأدنى من التعبير في الأنسجة الطبيعية.
بعد بضعة أيام من الحقن، خضع المرضى لفحص PET-CT للكشف عن الجزء المشع من الدواء، والذي يضيء على المسح أينما كان البروتين موجودًا، مما يسمح للأطباء برؤية السرطان بشكل أكثر وضوحًا. من خلال النظر إلى المسح، يمكن للأطباء تحديد ما إذا كانت كتلة الكلى من المحتمل أن تكون سرطانية بناءً على ما إذا كان 89Zr-TLX250 قد التصق بالخلايا السرطانية أم لا.
تمكنت طريقة التصوير الجديدة من تحديد وجود السرطان بدقة في معظم الحالات مع تقليل النتائج الإيجابية الكاذبة، مما يدل على أداء عالي مع حساسية 85.5% وخصوصية 87.0%.
كما أثبتت هذه التقنية فعاليتها حتى في حالة وجود كتل كلوية صغيرة جدًا (أقل من 2 سم)، والتي يتم اكتشافها بشكل متزايد بسبب الاستخدام المتكرر للتصوير البطني. بالإضافة إلى ذلك، ثبت أن الإجراء آمن، ولا توجد آثار جانبية كبيرة مرتبطة باستخدام 89Zr-TLX250.
وقال شوتش: "إن الآثار المترتبة على هذا البحث هائلة. وإذا تم اعتماده على نطاق واسع، فإن التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام 89Zr-TLX250 قد يصبح معيارًا جديدًا في تشخيص سرطان الكلى، تمامًا كما أحدث التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني ثورة في علاج سرطان البروستاتا، كما يمكن أن يساعد في الكشف عن أنواع أخرى من سرطان الكلى ويساعد في مراقبة المرضى المعرضين لخطر كبير للإصابة بالنقائل".
وسيعمل الفريق على معرفة ما إذا كان التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام 89Zr-TLX250 يمكنه أيضًا تحديد المرض المنتشر أو البعيد.