عقار جديد يحسن فاعلية الإشعاع لعلاج سرطان الرئة المنتشر إلى المخ
في بحث جديد، تمكن فريق بقيادة باحثين من جامعة سينسيناتي من تحديد طريقة جديدة محتملة لجعل الإشعاع أكثر فعالية وتحسين النتائج لمرضى سرطان الرئة الذي انتشر إلى المخ.
نُشرت الدراسة، التي قادها المؤلف الأول الدكتور ديبانجان باتاتشاريا، مؤخرًا في مجلة Cancers.
سرطان الرئة
وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان، يعد سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بسبب السرطان في الولايات المتحدة، حيث يمثل حوالي 1 من كل 5 حالات وفاة بسبب السرطان، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (NSCLC) هو النوع الأكثر انتشارًا من سرطان الرئة، حيث يشكل ما يقرب من 80% إلى 85% من جميع حالات سرطان الرئة.
يصاب ما يصل إلى 40% من مرضى سرطان الرئة بنقائل في المخ أثناء مسار المرض، ويعيش هؤلاء المرضى في المتوسط ما بين ثمانية إلى عشرة أشهر بعد التشخيص.
تشمل معايير العلاج الحالية لسرطان الرئة الذي ينتشر إلى المخ الإزالة الجراحية وجراحة الدماغ الإشعاعية التجسيمية (باستخدام حزم إشعاعية مركزة بدقة لعلاج الأورام) بالإضافة إلى تشعيع الدماغ بالكامل في المرضى الذين يعانون من أكثر من 10 آفات دماغية نقيلية.
قال باتاتشاريا، مدرس الأبحاث في قسم طب الأعصاب وإعادة التأهيل في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا: "عادة ما يكون انتشار سرطان الرئة إلى المخ غير قابل للشفاء، ويكون العلاج الإشعاعي لكامل المخ علاجًا مسكنًا، حيث يحد الإشعاع من العلاج بسبب السمية".
وأضاف: "إن إدارة الآثار الجانبية المحتملة والتغلب على مقاومة الإشعاع من التحديات الرئيسية عند علاج نقائل المخ الناتجة عن سرطان الرئة، وهذا يسلط الضوء على أهمية العلاجات الجديدة الأقل سمية والتي يمكن أن تعمل على تحسين فعالية العلاج الإشعاعي، وهي أقل تكلفة، ويمكن أن تعمل على تحسين نوعية حياة المرضى".
ركز باتاتشاريا وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا على AM-101، وهو نظير اصطناعي، بمعنى أنه يشبه إلى حد كبير المركب الأصلي، في فئة عقاقير البنزوديازيبين، تم تطويره لأول مرة من قبل جيمس كوك، الكيميائي الطبي في جامعة ويسكونسن-ميلووكي.
قبل هذه الدراسة، لم يكن تأثير AM-101 في سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة معروفًا.
وقال باتاتشاريا إن AM-101 هو دواء مفيد بشكل خاص في سياق نقائل المخ في سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، حيث من المعروف أن البنزوديازيبينات قادرة على المرور عبر حاجز الدم في الدماغ الذي يحمي الدماغ من الغزاة الضارين المحتملين الذين يمكنهم أيضًا منع بعض الأدوية من الوصول إلى هدفها في الدماغ.
وجد الفريق أن AM-101 ينشط مستقبلات GABA(A) الموجودة في خلايا سرطان الرئة غير صغير الخلايا وخلايا سرطان الرئة الخبيثة في المخ.
يؤدي هذا التنشيط إلى تحفيز عملية "الالتهام الذاتي" حيث تقوم الخلية بإعادة تدوير وتحلل الأجزاء الخلوية غير المرغوب فيها.
وبشكل أكثر تحديدًا، أظهرت الدراسة أن تنشيط مستقبلات GABA(A) يزيد من التعبير عن GABARAP وNix (مستقبل الالتهام الذاتي) وتجمعهما، مما يعزز عملية الالتهام الذاتي في خلايا سرطان الرئة. وتؤدي عملية "الالتهام الذاتي" المحسنة هذه إلى جعل خلايا سرطان الرئة أكثر حساسية للعلاج الإشعاعي.
وباستخدام نماذج حيوانية لسرطان الرئة ونقائل الدماغ، وجد الفريق أن AM-101 يجعل العلاج الإشعاعي أكثر فعالية ويحسن بشكل كبير معدلات البقاء على قيد الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، وجد أن الدواء يبطئ نمو خلايا سرطان الرئة غير صغير الخلايا الأولية ونقائل الدماغ.
وقال باتاتشاريا إنه بالإضافة إلى جعل الإشعاع أكثر فعالية، فإن إضافة AM-101 إلى علاجات الإشعاع قد يسمح بجرعات إشعاعية أقل، مما قد يقلل من الآثار الجانبية والسمية للمرضى.
ويعمل الفريق الآن على فتح التجارب السريرية للمرحلة الأولى لاختبار مزيج AM-101 والإشعاع في كل من سرطان الرئة داخل الرئتين وسرطان الرئة الذي انتشر إلى المخ.