دراسة: علاجات سرطان الثدي الشائعة قد تسرع عملية الشيخوخة
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أن علاجات سرطان الثدي الشائعة، بما في ذلك العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة، قد تعمل على تسريع عملية الشيخوخة البيولوجية لدى الناجيات من سرطان الثدي.
وتظهر النتائج، التي نُشرت في مجلة المعهد الوطني للسرطان، أن علامات الشيخوخة الخلوية - مثل استجابة تلف الحمض النووي، والشيخوخة الخلوية، والمسارات الالتهابية - زادت بشكل كبير لدى جميع الناجيات من سرطان الثدي، بغض النظر عن نوع العلاج الذي تلقينه. وهذا يشير إلى أن تأثير علاجات سرطان الثدي على الجسم أكثر شمولًا مما كان يُعتقد سابقًا.
لقد أدى التقدم في علاجات السرطان إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير، حيث يقدر عدد الناجيات من سرطان الثدي في الولايات المتحدة اليوم بنحو 4 ملايين ويتوقع أن يصل العدد إلى أكثر من 6 ملايين بحلول عام 2040، ومع ذلك يرتبط سرطان الثدي بالشيخوخة المتسارعة، مما يؤثر على القدرات البدنية والاستقلال وعمر الإنسان.
يبدو أن عمليات الشيخوخة البيولوجية، التي تؤدي إلى حالات مثل التعب والتدهور المعرفي والضعف وأمراض القلب والأوعية الدموية، تشكل عاملًا رئيسيًا.
تشير الأدلة إلى أن علاجات السرطان، مثل العلاج الكيميائي، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة المبكرة بهذه الحالات المرتبطة بالشيخوخة، مما يجعل من الضروري فهم المسارات المحددة المعنية لاستهدافها وإدارتها بشكل أفضل.
فحص كيفية ارتباط التعبير الجيني بالشيخوخة
ولفحص كيفية ارتباط التعبير الجيني بالتغيرات المرتبطة بالشيخوخة بمرور الوقت لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، أجرى الفريق دراسة طولية لمدة عامين تتبعت النساء اللاتي خضعن لعلاج سرطان الثدي قبل تلقي العلاج ومرة أخرى بعد العلاج لمعرفة كيف تطورت علامات الشيخوخة البيولوجية لديهن.
تتبع الفريق التعبير الجيني في خلايا الدم باستخدام تسلسل الحمض النووي الريبي، مع التركيز على العلامات التي تشير إلى الشيخوخة البيولوجية - بما في ذلك عملية تُعرف باسم الشيخوخة الخلوية، وهي عندما تتوقف الخلايا عن الانقسام ولكنها لا تموت.
تتراكم هذه الخلايا التي تسمى "الزومبي" بمرور الوقت ويمكن أن تطلق مواد ضارة تلحق الضرر بالخلايا السليمة القريبة، مما يساهم في الشيخوخة والالتهابات.
ثم تم تحليل البيانات باستخدام نماذج إحصائية للمساعدة في تحديد التغيرات المرتبطة بالشيخوخة.
وجد الفريق أنه بغض النظر عن نوع العلاج، كان هناك زيادة في التعبير عن الجينات التي تتبع العمليات الخلوية المشاركة في الشيخوخة البيولوجية.
على وجه التحديد، الجينات التي تلتقط الشيخوخة الخلوية والإشارة الالتهابية من هذه الخلايا، مما يشير إلى أن خلايا المناعة لديهم كانت تشيخ بشكل أسرع من المعتاد.
كما لاحظوا زيادة في جينات استجابة تلف الحمض النووي، وهي الجينات التي يتم التعبير عنها عندما يكون هناك تلف في الحمض النووي.
وعلى الرغم من أن العلاج الكيميائي كان له نمط مختلف قليلًا، على غرار ما أظهره الآخرون، فقد لاحظوا أيضًا تغييرات في النساء اللاتي لم يتلقين العلاج الكيميائي.
ويعمل الفريق الآن على استكشاف مؤشر حيوي جديد يقيس العمر البيولوجي للمرأة والوتيرة التي تتقدم بها في السن.
وقد يساعد هذا في تحديد ما إذا كانت إشارات الشيخوخة التي يتم اكتشافها أثناء علاج السرطان لها تأثير طويل الأمد على العمر البيولوجي.
ويخطط الفريق للتحقيق في العوامل التي قد تؤثر على ذلك، مع التركيز على السلوكيات الوقائية مثل ممارسة الرياضة وإدارة الإجهاد وأنماط النوم الصحية.