الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يمكن لخلايا دم الحبل السري بناء نظام مناعي بشري؟

الإثنين 14/أكتوبر/2024 - 12:01 م
خلايا دم الحبل السري
خلايا دم الحبل السري


تلعب المناعة دورا محوريا في مكافحة السرطان، وتهدف العديد من العلاجات المناعية الحالية إلى مساعدة الجهاز المناعي للمريض على التعرف بشكل أفضل على الخلايا السرطانية.

يحدث ذلك  باستخدام الأجسام المضادة المعدلة وراثيا، أو ببساطة عن طريق تزويده بخلايا جديدة مجهزة مسبقا للبحث عن السرطان وتدميره.

في كلتا الحالتين، فإن الأمر الأكثر أهمية هو الفهم العميق لكيفية عمل الجهاز المناعي ومواجهته للأورام.

لسوء الحظ، فإن نظام المناعة معقد للغاية بحيث لا يمكن تصميمه في المختبر أو في محاكاة حاسوبية، ولا يزال إجراء التجارب على الحيوانات أمرًا لا مفر منه.

ولتحقيق هذه الغاية، استخدم الباحثون الفئران كنموذج للكائنات الحية لفترة طويلة، ولكن ليس أي فئران: لفهم الجهاز المناعي البشري، قاموا ببناء نموذج جديد تمامًا، باستخدام خلايا دم الحبل السري البشرية، في فئران ليس لديها جهاز مناعي خاص بها.

إن الأساليب الحالية غير فعالة إلى حد كبير، بمعنى أنها إما بطيئة للغاية أو معرضة لخطر أكبر للإصابة بمرض الطعم ضد المضيف - الخلايا المناعية المزروعة تهاجم الأنسجة - وهي حالة تهدد حياة الفئران المتلقية، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.

لتجنب هذه المشاكل، قام فريق من معهد أبحاث اللوكيميا جوزيف كاريراس، بقيادة الدكتورة كارلا بانيسيللو وإشراف الدكتور بابلو مينينديز والدكتورة كلارا بوينو، بتطوير طريقة جديدة تعتمد على خلايا الدم الأحادية النواة من الحبل السري البشري.

نُشرت نتائجهم في مجلة العلاج المناعي للسرطان.

أظهرت هذه المنصة التجريبية الجديدة قدرة فائقة على إنتاج واستدامة مجموعة متوازنة من الخلايا المناعية، تمثل بدقة سلالات المناعة الليمفاوية والنخاعية، كما أن خلايا دم الحبل السري لا تخضع لأي مناعة من قبل ـ ولم يتم تنشيطها من قبل ـ فهي تتحمل هياكل الفئران بشكل أفضل كثيرًا، مما يؤدي إلى أدنى معدلات الإصابة بمرض الطعم ضد المضيف.

وأكدت النتائج أن هذا النموذج التجريبي الجديد يمكنه التعامل مع الخلايا السرطانية الصلبة والدموية البشرية المزروعة بشكل أفضل بكثير من الفئران غير المعدلة وراثيا، مع معدلات بقاء أكبر وتسلل أعلى للخلايا المناعية إلى الأورام، ومحاكاة استجابة مناعية واقعية.

وفي حين أن هذه ليست سوى الخطوات الأولى في هذا النموذج التجريبي الجديد، تشير النتائج الحالية إلى أنه قد يكون نظامًا واعدًا للغاية لفهم كيفية عمل الجهاز المناعي بشكل أفضل عند مواجهة السرطان وتطوير أجيال جديدة من العلاج المناعي، في المرحلة ما قبل السريرية.