دم الحبل السري قد يكشف خطر إصابة الطفل بالتوحد.. كيف يحدث هذا؟
اكتشف الباحثون أن حمضًا دهنيًا محددًا موجودًا في دم الحبل السري يمكن أن يتنبأ بما إذا كان المولود أكثر عرضة للإصابة بـ التوحد.
يؤثر اضطراب طيف التوحد (ASD) الآن على واحد من كل 36 طفلًا في الولايات المتحدة.
على الرغم من أن التوحد حالة تستمر مدى الحياة، فإن التدخل المبكر والعلاج يمكن أن يقلل من تأثيره على الشخص المصاب بالتوحد وأسرته.
ومع ذلك، في حين أن العلامات التحذيرية لاضطراب طيف التوحد يمكن أن تظهر في غضون الأشهر الاثني عشر الأولى من حياة الطفل، فإن تشخيص الاضطراب بشكل موثوق قبل سن الثانية أمر صعب.
بشكل عام، يشخص المتخصصون في الرعاية الصحية اضطراب طيف التوحد بناءً على تقارير الوالدين ومراقبة الطبيب لنمو الطفل وسلوكه.
ومع ذلك، ظهرت مؤخرًا أدوات تشخيصية محتملة أخرى، بما في ذلك الألعاب القائمة على الهواتف الذكية وأجهزة تتبع العين.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت اختبارات السمع لدى حديثي الولادة وعدًا كوسيلة للكشف عن التوحد بعد وقت قصير من ولادة الطفل.
الآن، كشف باحثون من اليابان أداة تشخيصية محتملة أخرى قد تكون قادرة على تحديد ما إذا كان المولود أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.
وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Psychiatry and Clinical Neurosciences، أن المستويات المرتفعة أو المنخفضة لحمض دهني محدد في دم الحبل السري قد تتنبأ بما إذا كان المولود قد يصاب بأعراض اضطراب طيف التوحد.
الأحماض الدهنية والالتهاب والتوحد
لإجراء الدراسة، اختبر فريق البحث عينات دم الحبل السري من 200 زوج من الأم والطفل بحثًا عن وجود أحماض دهنية متعددة غير مشبعة (PUFA).
وجدت الأبحاث السابقة التي أجريت على الفئران روابط بين الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة والاستجابات الالتهابية التي قد تؤثر على تطور اضطراب طيف التوحد.
علاوة على ذلك، وجدت أبحاث حديثة أخرى أن الالتهاب قد يلعب دورًا في تطور اضطراب طيف التوحد من خلال التأثير على نمو الخلايا العصبية.
بالإضافة إلى عينات دم الحبل السري، جمع الفريق أيضًا بيانات أبلغ عنها الآباء حول أعراض اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال في سن السادسة.
وبعد إجراء تحقيقات دقيقة، وجد العلماء أن حمضًا دهنيًا ثنائي الهيدروكسيل الالتهابي يسمى أحماض 11،12- ثنائي هيدروكسي إيكوساترينويك (diHETrE) الموجود في دم الحبل السري كان مرتبطًا بشكل كبير بشدة التوحد في سن السادسة.
وبشكل خاص، اكتشفوا أن المستويات الأعلى من 11،12-diHETrE كانت مرتبطة بزيادة احتمالية ظهور أعراض التفاعل الاجتماعي المرتبطة بالتوحد.
وعلى النقيض من ذلك، أثرت المستويات المنخفضة من هذا الحمض الدهني على السلوكيات المتكررة والمقيدة.
ومع ذلك، كانت الروابط بين 11،12-diHETrE في دم الحبل السري وأعراض التوحد أكثر قوة لدى الفتيات.
وبينما هناك حاجة إلى مزيد من البحث، تظهر نتائج الدراسة أنه قد يكون من الممكن تحديد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة باضطراب طيف التوحد بعد الولادة مباشرة، مما قد يفتح الباب للتدخل المبكر والعلاج.
وعلاوة على ذلك، يقول العلماء إن منع التوحد قد يكون ممكنًا إذا وجدوا طرقًا للسيطرة على مستويات 11،12-diHETrE أثناء الحمل.