هل يمكن اكتشاف أمراض الأمعاء الالتهابية عند الولادة؟
في مختلف أنحاء العالم، وخصوصا العالم الغربي، يتزايد انتشار أمراض الأمعاء الالتهابية، التي لا علاج لها.
ففي الدنمارك وحدها، يعاني 50 ألف شخص من مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي، وهو ما يمثل مضاعفة في الحالات على مدى السنوات العشرين الماضية.
وفي حين يتم تشخيص العديد من الأشخاص في مرحلة البلوغ المبكرة، يتم التعرف على مجموعة أصغر أثناء الطفولة، وخاصة إذا كانوا يعانون من أعراض مثل فقدان الوزن وآلام البطن والإسهال والنزيف، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
الآن، وجد باحثون من مركز التنبؤ الجزيئي بأمراض الأمعاء الالتهابية (PREDICT) في جامعة آلبورج أدلة على أن الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بأمراض الأمعاء الالتهابية قبل سن السادسة يظهرون بالفعل تغيرات بيولوجية مرتبطة بالمرض عند الولادة.
نُشر العمل في مجلة Gastroenterology.
يوضح طالب الدكتوراه جوناس جوليوس رودباك من PREDICT: "من خلال مقارنة عينات الدم من الأطفال حديثي الولادة الذين يصابون لاحقًا بمرض التهاب الأمعاء مع أولئك الذين لا يصابون به، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل ما يحدث في الجسم قبل ظهور الأعراض، نظرًا لأن الأطفال الصغار غالبًا ما لا يستطيعون وصف آلامهم، فقد يفتح هذا الباب لفحص الأطفال حديثي الولادة بحثًا عن العلامات المبكرة للمرض، مما يسمح لنا بمنع ظهوره".
ومع ذلك، يؤكد رودباك أن هذا البحث لا يزال في مراحله المبكرة، وقال: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إثبات مثل هذه الصلة على مستوى العالم، وهي خطوة مهمة للغاية، والآن، يحتاج هذا المجال إلى استكشاف المزيد من التفاصيل حول ما اكتشفناه".
فرط نشاط الجهاز المناعي
يتميز مرض التهاب الأمعاء بفرط نشاط الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى التهاب مزمن في الأمعاء، مما يسبب الإسهال المستمر، وألم البطن، والتعب.
في السنوات الأخيرة، اكتشف الباحثون أن بعض العلامات الالتهابية يمكن اكتشافها في عينات الدم قبل التشخيص الرسمي بعشر سنوات، وهذا يشير إلى أن المرض يبدأ في التطور قبل وقت طويل مما كان يُعتقد سابقًا.
ومع ذلك، غالبًا ما يكون الباحثون مقيدون بتوافر العينات البيولوجية المأخوذة قبل التشخيص، ومن المرجح أن تعكس نافذة السنوات العشر مدى قِدم البيانات المتاحة.
تشير هذه الدراسة الجديدة إلى أن الأطفال الذين تم تشخيصهم قبل سن السادسة فقط يظهرون تغيرات بيولوجية في دمائهم عند الولادة.
وقال رودباك: "نحن لا نرى هذه العلامات المبكرة لمرض التهاب الأمعاء إلا في الأطفال الصغار جدًا، في حين أن أولئك الذين يتم تشخيصهم في وقت لاحق من الطفولة لا يظهرون مثل هذه التغييرات عند الولادة. وهذا يدعم فكرة أننا نتعامل مع مجموعة محددة من الأطفال الذين يتأثرون بشدة بشكل خاص، مما يجعل من الضروري التحقيق في الخيارات الوقائية لهذه المجموعة الفرعية".
وتضيف الأستاذة الدكتورة تاين جيس، مديرة مشروع PREDICT: "إن دراستنا هي مثال فريد لكيفية قدرة بيانات الصحة وموارد البنوك الحيوية في الدنمارك على توفير رؤى حاسمة حول أصول الأمراض. وفي المستقبل، ستساعد المعرفة التي يمكننا اكتسابها من هذا المورد في منع العديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض الأمعاء الالتهابية، ليس فقط في الدنمارك ولكن في جميع أنحاء العالم".